رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تأملات

فى اعتقادى أن أى مصري، مهما كان اتجاهه السياسي، لا بد أن يشعر بالفخر والفخار لما يجرى فى سيناء من عمليات تنمية لم تشهدها على مدار تاريخها الطويل. المتابع لما يجرى يتصور أن هناك سباقا مع الزمن لإنجاز هذه العملية، وسوف تنتابه حالة من الذهول من كم المشروعات التى يتم اقامتها هناك وتنوعها. شخصيا اعترف أننى أصبت بدوار لدى متابعتى لكلمة رئيس الوزراء الدكتور مدبولى الأحد الماضى فى افتتاح محطة معالجة مياه مصرف بحر البقر، لكثرة مجالات المشروعات التى يتم اقامتها فى سيناء وكلفتها العالية وشمولها كل مناحى الحياة. وقد كانت كلمة الرجل بالغة الدلالة على حجم أهمية سيناء كمنطقة وأهميتها فى نظر صانع القرار الحالي. وأما كلمة الرئيس السيسى فقد حملت رسائل بالغة الأهمية بشأن هذا الأمر والتصميم على أن يتم تغيير شكل الحياة فى سيناء وأنه لن توجد حاجة «بتتعمل نص نص».

رغم كل الاحتفاءات السابقة بعمليات التنمية فى سيناء إلا أنه يمكن القول بأن ما تم الكشف عنه فى افتتاح محطة معالجة مياه مصرف بحر البقر يوضح بجلاء أن هناك خطة متكاملة للدولة من المتصور أنه لو تم تنفيذها «زى ما بيقول الكتاب» لتم بالفعل تحقيق الحلم الذى يراود كل مصرى لديه اهتمام بسيناء وهو إنهاء عزلتها إلى الأبد. ولعل حجم المستهدف من محطة معالجة مياه مصرف بحر البقر وهو استصلاح 400 ألف فدان فى سيناء وما يوفره من مياه معالجة لهذا الأمر بطاقة 5.6 مليون متر مكعب يوميا وبتكلفة نحو 20 مليار جنيه يشير إلى أن الأمر يتجاوز لغة الكلام والتخطيط إلى التنفيذ على أرض الواقع.

رغم ما قد تراه فى هذه الكلمات من نبرة حماسية وحالة نشوة وفرح بما تم ويتم، فلعل الرؤية على الطبيعة قد تجعل الفرحة أكبر وتزيدك وتزيدنى إدراكا ولمسا لما هو على أرض الواقع من انجازات. صحيح أن النظرة لمسار عملية التنمية قد تختلف من توجه أو اتجاه لآخر ومن شخص لآخر، كأن يخرج علينا البعض للحديث عن أولويات التنمية وضخامة حجم ما ينفق مقارنة بمناطق أخرى، إلا أن الرد على هذا الجانب أشار اليه الرئيس السيسى بنفسه حين أكد فى تصريحات سابقة بأن تنمية سيناء قضية أمن قومي. وتتأكد لك هذه الرؤية من إشارة الرئيس إلى أن هناك من لا يريد – بشكل خاص الإرهابيين وإن كان هناك غيرهم بالطبع – من لا يريدون تحقيق تنمية فى سيناء ويسعون بكل السبل لإعاقة مثل هذه المهمة.

رغم هذه الصورة الوردية فإن الأكثر جمالا وروعة هو أن تتحول سيناء إلى خلية نحل من البشر الذين يشغلون ويديرون هذه البنية الأساسية التى تم اقامتها وتكلفت كل هذه المليارات من الجنيهات. بمعنى آخر أنه اذا كان توفير البنية الأساسية فى سيناء يعتبر من التحديات الكبرى أمام تنميتها، فإن التحدى الأكبر هو ما درجنا على توصيفه بزرع سيناء بالبشر وأتصور أن هذه هى المهمة الأصعب والتى يجب ألا نتوانى عن الإسراع بها. صحيح أن عمليات التنمية والتعمير لا تتم بضرب العصا فى الأرض وإنما على مراحل وفترات، إلا أنه يمكن اعتبار أن هذا هو الجهاد الأكبر، اذا صح التعبير، أمام الدولة المصرية.

وإذا كان حجم السكان فى سيناء فى الوقت الحالى يقدر بنحو نصف مليون نسمة وفق بعض التقديرات فإن رفع هذا الرقم، كما نلح دوما فى كتابات مختلفة، إلى ثلاثة ملايين أو اربعة ملايين سيمثل نجاحا حقيقيا وأكثر من رائع لإستراتيجية تنمية سيناء.. وقتها سنرفع القبعة لتلك الإستراتيجية وطرق تنفيذها وتحقيقها لحلم فشلت فيه كل الانظمة السابقة.

[email protected]