رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تساءل الأستاذ الدكتور وجدى زين الدين، رئيس تحرير جريدة الوفد، فى مقاله بالجريدة الاثنين الماضى، عما إذا كان هناك أمل فى إيجاد حل للقضية الفلسطينية الإسرائيلية على أساس الدولتين، وقد انتهى إلى أن الأمل لديه ضعيف جدًا فى تحقيق هذه الأمنية.

أقول للأستاذ العزيز وجدى زين الدين، بصراحة وبصدق، إنه فى اعتقادى لا أمل فى حل القضية الفلسطينية على أساس الدولتين ما دامت الفصائل الفلسطينية مصرة على هذا الخلاف بينهم، والذى أصبح يستعصى على الحل فى الوقت الحاضر، وإسرائيل فى المقابل مصممة على عدم التفاوض مع الفلسطينيين إلا إذا توحدوا جميعًا أولًا. وأظن وأنت تتفق معى أن أغلب الخلافات الفلسطينية هى صنيعة إسرائيلية بأيادى من يقف جانب إسرائيل من الدول الكبرى، فهم جميعًا يسعون إلى سيطرة إسرائيل على كامل الأراضى الفلسطينية فى المستقبل.

لقد أفصح الراحل معمر القذافى حاكم ليبيا منذ ما يزيد على عشرين عامًا، أنه لا أمل أن تكون هناك دولة مستقلة للفلسطينيين، وكان ذلك فى أعقاب المساعى التى قام بها لإيجاد حل للمشكلة الفلسطينية الإسرائيلية، حينها أيقن الراحل معمر القذافى رئيس ليبيا السابق، أنه لا أمل فى إيجاد حل للمشكلة الفلسطينية على أساس الدولتين، وقد أعلن رحمة الله عليه أنه على الفلسطينيين أن يقبلوا التعايش مع الإسرائيليين فى دولة واحدة، أطلق عليها اسم إسراطين إشارة إلى دولة إسرائيل ودولة فلسطين.

وغنى عن البيان، أن إسرائيل ويؤيدها فى ذلك العديد من الدول الغربية تسعى إلى التهام كامل الدولة الفلسطينية، ففى الماضى كانت هناك شبه مفاوضات مع الجانب المصرى للحصول على جزء من أرض سيناء لتوطين الفلسطينيين هناك، ورغم رفض مصر هذا الاقتراح، فإن إسرائيل مازال يراودها هذا الوهم، فلا يخفى على أحد أن إسرائيل مازالت تقيم المستوطنات على الأراضى الفلسطينية، سواء فى الضفة الغربية التى يتولى قيادتها الرئيس محمود عباس، أم فى قطاع غزة الذى يتولى قيادته إسماعيل هنية.

يا أستاذ وجدى، أنت بلا شك رجل سياسى قدير، وقد حصلت على درجة الدكتوراه فى العمل السياسى، فضلًا عن كونك ممن كان لهم باع كبير مع القضية الفلسطينية، فإننى لا أتصور يا أستاذ وجدى بعد هذا المشوار الطويل أنك مازلت قد تعتقد أن إسرائيل يمكن أن تترك قطعة أرض قد استولت يومًا عليها، ففى تقديرى وأنت تتفق معى أن هذا الأمر يعتبر من رابع المستحيلات، فإن إسرائيل فى الحقيقة تحلم ليس فقط بضم الأراضى الفلسطينيين إلى أحضانها، ولكنها تريد أن تفرض سيادتها على الدول العربية كلها، بل ودول القارة الإفريقية أيضاً.

لقد شاهدت بنفسى الرئيس الإسرائيلى الراحل مناحيم بيجين فى سبعينيات القرن الماضى، حين استقبل الرئيس الراحل أنور السادات ابان مباحثات السلام المصرية الإسرائيلية، فقد أحضر مناحيم بيجين فى تلك المقابلة خريطة كبرى لمنطقة الشرق الأوسط، تضم إسرائيل وباقى الدول العربية وقارة إفريقيا، ثم أشار بعصى كانت فى يده على تلك المنطقة بدأ من الأراضى الفلسطينية، مرورًا بدول شمال إفريقيا، ونزولًا إلى قارة إفريقيا، فالجزيرة العربية وأرض العراق وبلاد الشام، ثم قال مخاطبًا العالم أريد أن تتصوروا معى كيف ستكون عليه تلك المنطقة إذا ما اتحدت العقول الإسرائيلية مع خيرات هذه المنطقة والأيدى العاملة فيها.

باختصار.. يا دكتور وجدى هذا هو الحلم الإسرائيلى الأكبر الذى تسعى لتحقيقه منذ عشرات السنين، فهى حلم بإنشاء دولة كبرى تضاهى الدول العظمى، ومع الأسف الشديد فإن أمريكا تدعمها من أجل تحقيق هذا الوهم الكبير، فإنهم يريدون فى تقديرى أن تكون لإسرائيل السيادة الكاملة على منطقة الشرق الأوسط كلها.

هذه هى الحقيقة فى تقديرى، وربما أكون مخطئًا. ولكن، على كل حال فإن ما أتمناه أن يفيق أشقاؤنا الفلسطينيين قبل فوات الأوان، وأن يعودوا إلى رشدهم من أجل التوصل إلى اتفاق يرضى جميع الأطراف.

وتحيا مصر.