رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي

 

كيف خدعت الجماعة وقائدها الفذ المصريين بشعاراتهم الدينية الزائفة، وكيف تحولت الجماعة إلى جماعة إرهابية متطرفة؟؟ هذا ما نفصل فيه فى سطور هذا المقال.

كانت الجماعة تدعى ألا علاقة لها بالسياسة، وأن هدفها الرئيسى هو الدعوة والإرشاد فقط، وكانت تحظر على نفسها العمل السياسى، استطاع البنا أن يتحايل على القانون للحصول على ترخيص بمزاولة الجماعة لنشاطها الدينى، واستمر البنا فى إنكار وجود أى نوايا سياسية للجماعة، هكذا خدعت الجماعة وقائدها الفذ المصريين بشعاراتهم الدينية الزائفة، وما إن تنامت قوة الجماعة تنظيميًا واتسع نفوذها الجماهيرى فإذا بالبنا يكشف النقاب لقادة الإخوان ١٩٣٨ عن حقيقة أهدافه السياسية، وخرج حينها عن طمأنته المعهودة للأحزاب والحكومة بأن الجماعة ليست طرفا سياسيا، وأنها مجرد طرف ناصح أو واعظ، معلنًا التحول للنشاط السياسى ومعاداة الأحزاب الأخرى فهى فى نظر الجماعة بدعة استعمارية ضالة، وبالتالى حان الوقت للتحول من دعوة الكلام وحده إلى دعوة الكلام المصحوب بالنضال والأعمال، وأن الجماعة ستخاصم جميع الزعماء والأحزاب، سواء أكانوا فى الحكم أم خارجه، خصومة لا سلم فيها ولا هوادة معها، إن لم يعملوا على نصرة الإسلام واستعادة حكمه ومجده، وحينها أيضًا طرح البنا الترسيمة الإخوانية الشهيرة (الإسلام دين ودولة... ومصحف وسيف... لا ينفك واحد من هذين عن الآخر)، وكشفت لنا الوقائع والأحداث المتعاقبة الكثير من الأسرار المفزعة، ومن بينها حقيقة التنظيم السرى للجماعة وسلسلة الاغتيالات التى نفذتها كحادثة اغتيال رئيس الوزراء أحمد ماهر فى ١٩٤٥، والقاضى أحمد الخازندار ورئيس الوزراء محمود النقراشى فى العام ١٩٤٨، لينكشف غدر الجماعة للملك فاروق والحكومة بعد أن كانت تداهنهم فى العلن بخطابات الرياء والكذب.

خلال مرحلة حل جماعة الإخوان وفقدان السيطرة على أعضاء التنظيم السرى، حاول البنا إيجاد مخرج مع الحكومة، فخرج ببيان شهير كفّر فيه من خطط وقام بعملية الاغتيال، وقال عنهم ليسوا إخوانًا وليسوا مسلمين، ومع ذلك لم تنجح محاولاته فى امتصاص غضب السلطات، فتم تدبير مرشح من خارج الجماعة تنطبق عليه الأوصاف المطلوبة، وهو القاضى حسن الهضيبى، ولم تكن له علاقات أو أى نفوذ وصلات داخل التنظيم، وتم تنصيبه مرشدًا للجماعة مطلع أكتوبر ١٩٥٠، وقيل أيضا إن البنا قد أوصى بعض المقربين فى الجماعة بأن يخلفه صديقه الهضيبى.

بعد فترة وجيزة من تولى الهضيبى المهمة، قام بالتواصل سريا مع الإنجليز والأمريكان للتآمر ضد مجلس الثورة، إذ عقد سلسلة من الاجتماعات السرية مع الوزير المفوض لدى السفارة البريطانية والتقى أعضاء من الإخوان مع ممثلى السفارة الأمريكية، وبدأت تلك الاتصالات فى أوائل الخمسينات، وخلال مرحلة سقوط الملكية وقيام مجلس الثورة، وعرض الهضيبى وجماعته على الأمريكان والإنجليز تقديم العديد من التنازلات والامتيازات فيما يخص قناة السويس فى حال وصولهم إلى السلطة، وهو ما يدل على انتهازية الجماعة وفقدانها لأدنى قيم الوطنية، فعلى الرغم من أن ثورة ١٩٥٢ أتت بحكومة تعادى الصهيونية، وعلى الرغم من جلاء الإنجليز، ومع ذلك استمرت الجماعة على نهجها السياسى وأبقت على تنظيمها السرى، فماذا يعنى ذلك سوى أن لديهم أطماعا فى الوصول إلى السلطة حتى لو كان على حساب خيانة الوطن والحفاظ على مصالح الأعداء.

لقد أسس البنا جماعة الإخوان، وقام بتوظيف الدين بهدف الوصول إلى السلطة كخطوة أولى، ومن ثم ينتقل إلى أستاذية العالم، وبذلك يحقق رؤيته فى إعادة دولة الخلافة، حيث بدأت الجماعة نشاطها على أساس أنها حركة دينية، ثم انتقلت إلى مرحلة العمل السياسى، وفى نهاية المطاف تحولت إلى جماعة إرهابية متطرفة بتبنى حسن البنا سياسة العنف كشريعة أساسية لجماعة الإخوان، وكان البنا يبرر ذلك بقوله (لم يكن السيف فى يد المسلم إلا كالمشرط فى يد الجراح)، ومن هذه المبادئ ابتدعت الجماعة تنظيمًا سريًا عام ١٩٤٠ تحت مسمى النظام الخاص بهدف القيام بمهمات متعلقة باغتيال كبار المسؤولين وكل من يعترض طريق الجماعة ويعرقل أهدافها ومهامها وما يحول دون وصولها إلى السلطة.

للحديث بقية

[email protected]