رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لعل وعسى

 

يؤكد العديد من الدراسات أن العلم زاد فى القرن الـ20 عما قبله أكثر من مليار مرة، وفى القرن الـ 21 تضاعفت مردودات العلم حتى بات الفاعل الحاسم فى تشكيل العقل والواقع بل والتعبير عن المد الاستعمارى فيه والفعالية العظمى التى تشكل وتعيد تشكيل الواقع المعاصر بصورة ألزمت أن العقلانية أصبحت مطلوبة فى الخصائص الوصفية لجودة أداء القيادات لإدراك الحقيقة واكتساب المعرفة مع عدم تعارضها مع الحتمية الميكانيكية الشاملة المعترفة بعمومية قوانين الطبيعة وثوابتها بما يعنى ان كل ما يحدث لابد ان يحدث ويستحيل حدوث سواه، ولقد أجاز القرن الـ 21 استثمار ميراث العلم منذ القرن الـ15 حتى القرن الـ٢٠ بمعدلات متصاعدة. ونحن فى ثنايا القرن الـ21 نؤكد أن العلم أصبح هو الصراع الحقيقى بين الدول وبعضها البعض خاصة الدول المتقدمة، فمن يمتلك العلم يمتلك الاختراع ومن يمتلك الاختراع يمتلك التكنولوجيا ومن يمتلك التكنولوجيا يمتلك الاقتصاد ومن يمتلك الاقتصاد يمتلك العالم وهذا ما نراه على الساحة الان من خلال الحرب الاقتصادية الطاحنة بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين وغيرها من دول العالم. هذه الحرب التى تزامنت مع ظهور حروب الجيل الرابع التى تهدف فى المقام الأول إلى هدم قيم المجتمع تمهيدًا للدخول والسيطرة واغتصاب ثروات الشعوب بدون أى تدخل عسكرى. وحتى يتسنى لنا الوقوف امام هذه الحرب الشرسة فإن الواجب يقتضى منا محاولة التعرف على حوائط الصد التى تستطيع الوقوف امام هذه الحروب وسنجد انها تبدأ من حيث تبدأ حروب الجيل الرابع من الأخلاق العلمية أو السلوكية للمجتمع مع اختلاف التوجه فحيث تسعى هذه الحروب إلى هدم الثالوث المقدس لأى مجتمع فإننا سوف نسعى إلى إحياء هذا الثالوث ومحاولة تقويته والبداية بضلع العدالة من خلال القضاء على التفاوت الطبقى بين فئات المجتمع وتوزيع عوائد النمو والتنمية بعدالة والضلع الثانى الحكمة وهى الرادع لأى تهور يظهر فى المجتمع وتختص به القيادة السياسية التى أعطت لنا الثقة الكاملة فى تناولها لكثير من الملفات الشائكة التى تم تناولها بحكمة بالغة فى ظل تنامى تيارات عديدة شرقا وغربا منادية بموقف ما لكن تجلت الحكمة التى لم تنظر لا إلى الأهواء أو المصالح أو المنافع والدليل قيمة ما تحقق فى إدارة الملف الليبى وملف شرق المتوسط وملف سيناء وملف السودان وملف افريقيا ويبقى ملف سد النهضة الذى سيضيف إلى الحكمة تاجها. أما الضلع الثالث والأخير فهو الصبر على تجاوز المحن وهو يتعلق بالمجتمع ومدى وعيه وإيمانه بما تواجهه دولته وبما يطمع إليه نماذج دولية عظيمة سطرت بحروف من نور تلك الملحمة التى عنوانها الصبر الممزوج بالوعى والتوعية بعيدا عن العويل والتهويل فالنموذج اليابانى والالمانى والكورى الجنوبى والصينى والماليزى والرواندى خير مثال على ذلك، شعوب تجلت وعظمت لديها فضيلة الصبر فتحقق لها المراد وهو الوصول بسقف التنمية إلى تحقيق الأهداف الإنمائية المطلوبة من اكتفاء ذاتى من المحاصيل الزراعية بعد الاهتمام بقطاع الزراعة والاهتمام بالصناعة والاهتمام بتحديث العنصر البشرى عبر تعليم وصحة وتدريب جيد لزيادة دائرة الاختيار الجيد للقادة والمسئولين تمهيدا لتدشين المبدأ الاعلى لرقى المجتمعات بوضع الرجل المناسب فى المكان المناسب عبر إكسابه عددًا من الخصائص الوصفية والتكنولوجية ذات الذكاء الاصطناعى النافع تجعله قادرًا على التعامل مع تموجات هذا العصر بحكمة. دعوتنا إلى إعادة تدشين المنظومة العلمية للأخلاق ما هى إلا محاولة لتحقيق الأمن الفكرى الذى يسمح بالحفاظ على الضروريات الخمس وهى الدين والنفس والعقل والنسل والمال وهى الثوابت الحقيقية لدعائم التنمية لأى دولة والمحفزة على تقوية الإرادة الانسانية والتمييز بين الأعمال الصحيحة والاهتمام بالعمل الصالح لصالح المجتمع.

--

رئيس المنتدى الاستراتيجى للتنمية والسلام