رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ليس أفضل من تنمية حقيقية، تتعدى حدود الكلام وتصل إلى الإنسان مباشرة، فتُغير من حاله وتُحسن من معيشته. ولاشك أن ما حدث، وما يحدُث، وما يُخطط له أن يحدُث فى سيناء يدعو للغبطة والرضا ويبعث على التفاؤل.

لم يشهد الإقليم من قبل ما يشهده الآن من نهضة عمرانية شاملة، تشمل مشروعات إنتاجية، وتوسعات عمرانية، وجامعات دولية، ومؤسسات ثقافية وفنية، بما يحوّل شبه الجزيرة الخالية إلى منطقة جاذبة للبشر والمشروعات.

لقد كانت التنمية المجتمعية رقما غائبا فى كافة مخططات الدولة بشأن شبه الجزيرة المصرية، التى استشهد على أرضها آلاف المصريين طلبا لاستردادها بعد اقتطاعها من جسد مصر لست سنوات كاملة.

وطوال السنوات الممتدة منذ تحرير سيناء نهائيا من الاحتلال مطلع الثمانينيات، وحتى عام 2014 لم تكن هناك تحركات تنموية جريئة تخص سيناء. لم تُبد الحكومات السابقة أى رغبة فى غرس مشروعات جديدة هناك فى مجالات الصناعة والتعدين، لم تهتم الدولة بالطرق والخدمات الرابطة بين الدلتا، وشبه الجزيرة، فكانت سيناء مثل قطعة مهملة من جسد عليل، ما جعلها مرتعا للخارجين على القانون ومهربى المخدرات والبشر، ومطمعا لجماعات الإرهاب وأجهزة الاستخبارات المعادية لنثر سمومها وزرع ألغامها.

وقبل أيام فاجأنا الرئيس عبدالفتاح السيسى، بزيارة جديدة لسيناء، وببيان واضح حول تكلفة مشروعات تنمية وتعمير شبه الجزيرة الخالدة، والتى قاربت الـ700 مليار جنيه، وهو رقم يدل على إيمان الدولة بدءا من القيادة السياسية، وحتى آخر مسئول فى الحكومة بأهمية تحصين سيناء بالتنمية المُجتمعية، وبإنشاء مشروعات حضارية عظيمة، ورعاية مؤسسات التنمية الشاملة.

لقد كان افتتاح جامعة الملك سلمان بمثابة نقلة حضارية غير مسبوقة فى تنمية شبه الجزيرة، حيث تستوعب الجامعة بكلياتها العشر والموزعة على ثلاث مدن هى الطور، رأس سدر، وشرم الشيخ نحو ثلاثين ألف طالب.

كذلك فقد كان افتتاح متحف لمدينة شرم الشيخ، إضافة عظيمة لمسيرة التنمية الثقافية والحضارية للمدينة السياحية الجميلة.

ويُحسب للدولة المصرية نجاحها فى مد عدد كبير من الطرق الحديثة الرابطة بين مُدن سيناء والقاهرة لتيسير حركة الأفراد والبضائع، ولاشك أن أى مسافر إلى مدن سيناء يدرك حجم الإنجازات المتحققة.

ومن ضمن المشروعات المخطط لها أيضا إقامة أكبر محطة معالجة مياه فى العالم، والتى توفر 5.6 مليون متر مكعب مياه يوميا بتكلفة تصل إلى 18 مليار جنيه، وهذه المياه التى كانت تصب فى البحر المتوسط، ستستخدم لرى مشروعات زراعية جديدة على ضفتى القناة.

إن تعمير سيناء هو أفضل تحصين لها، فإقامة مشروعات حضارية رابطة مع باقى الجمهورية، واستفادة نموذجية من الفرص المتاحة للمشروعات الجديدة فى مجال السياحة، الصناعة، والتعدين، وتوطين عدد أكبر من السكان فيها هو أقوى انتصار على مخططات الدول المعادية لنشر الفوضى وزرع الفتن فى سيناء.

لقد انتصرت الدولة المصرية فى معركتها الأمنية على جماعات الإرهاب الأعمى، لكن انتصارها حضاريا بانشاء مجتمعات عمرانية جديدة، وبمد مظلة التنمية إلى أرض الشهداء هو الانتصار الأبقى والأعظم لمصر منذ استقلالها.

ورويدا تتغير مصر وتتقدم إلى الأمام، وتدريجيا تتحول كثير من أحلام الماضى إلى واقع نراه بأعيننا لنفتخر بدولة جديدة تُبنى بإرادة قوية وعزيمة صلبة تؤكد أن لدينا أمام كل يد خبيثة تهدم، أيادى مشمرة للمواجهة والبناء.

وسلامٌ على الأمة المصرية.