رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حفنة كلام

 

حينما مضت الدكتورة عائشة عبدالرحمن (بنت الشاطئ) إلى مكتبة سوهاج بصعيد مصر، وجدت مخطوطاً كبيراً ضاع أوله، ومكتوباً عليه «كتاب فى الأدب لمؤلف مجهول»، وراحت تقرأ لتكتشف أن المخطوط الماثل أمام عينيها هو «رسالة لأبى العلاء المعرى» فقامت بتحقيقها ونشرها.

وحينما قدم ملك إسبانيا إلى مصر زار دار الكتب بها، وهناك ود المدير أن يكرم الزائر فأحضر له أقدم مخطوط فى مصر وقدمه إليه ؛ تطلع الملك فى انبهار ودهشة لخطوط المخطوط وزخارفه وألوانه، وراح المدير يلح على الملك أن يمسك المخطوط، ولكن الملك اعتذر فى دبلوماسية خوفاً على الورق من عرق يده!

من المؤسف ومن المفرح فى آن واحد أن آلاف المخطوطات العربية والإسلامية وجدت طريقها نحو مكتبات العالم ولا سيما الألمانية، فربما لو ظلت قابعة فى بيوتنا لقضى عليها ؛ آلت هذه المخطوطات إلى المكتبات الألمانية بالجامعات والبلديات من خلال الشراء أو الاستيلاء عليها من الأقطار العربية والإسلامية لكنها– وبحق- وجدت من يسعى إلى حفظها وتصنيفها وفهرستها والعمل على تحقيقها، وإن نظرة فى أعداد هذه المخطوطات لتوضح لنا أهميتها كذخائر تراثية لا تقدر بثمن ؛ فقد احتلت مكتبة برلين الوطنية نصيب الأسد من هذه المخطوطات الإسلامية إذ إن عددها يربو على عشرة آلاف مخطوط مفهرسة فى عشرة مجلدات، يقع كل مجلد فى نحو ألف صفحة، وفى مكتبة جامعة جوتنجن نحو ثلاثة آلاف مخطوط من نفائس التراث العربى. وفى مكتبة جامعة توبنجن بجنوب ألمانيا العديد من المخطوطات الذخائر ناهيك عما بها من كل إصدارات العالم العربى والإسلامى من كتب ودوريات منذ اختراع المطبعة ؛ جاوز عمر بعضها المائة عام، واختفت من المكتبات العربية وصار الحصول على بعضها ضرباً من المستحيل، ما يجعل دورها دوراً ثنائياً فى خدمة المخطوط والمطبوع من الفكر العربى، ولقد عثرت فى إحدى زياراتى على مخطوط فريد فى العروض العربى وهو مخطوط «كتاب العروض» لعلى بن عيسى الربعى، ت 420هـ، وقمت بتحقيقه، وعلى الرغم من مضى أكثر من ألف عام على المخطوط إلا أن حالته جيدة، وقد اغتظت ذات مرة من المبالغة فى حفظ المخطوطات، وكانت إحدى موظفات المكتبة ترمقنى وأنا أقلب المخطوط فودت أن تقلب لى المخطوط بدلاً عنى؛ فصحت بها فى لطف ممازحاً:

ربما يكون هذا المخطوط ملكاً لجدي! فردت: لكن لم يحافظ عليه أبوك!!

خاتمة الكلام:

قال قيس:

ألست وعدتنى يا قلب أنى

إذا ما تبت عن ليلى تتوب؟

فها أنا تائب عن حب ليلى

فما لك كلما ذكرت تذوب؟

وما لك قد حننت لوصل ليلى

وكنت حلفت أنك لا تؤوب؟

بلى قد عدت يا قلبى إليها

فهذا الدمع منسكب صبيب

يخبر أنما الأشواق نار

وتحت النار أضلاع تذوب

Email:[email protected]