رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

رؤى

 

نحن فى مصر لم ننجح حتى اليوم فى تقديم قراءة تاريخية لبعض الشخصيات وذلك بسبب عدم الحيادية وغياب الوثائق الخاصة بهذه الشخصيات، على سبيل المثال الرئيس جمال عبدالناصر، مازال أنصاره على قيد الحياة، يعظمونه ويضعونه فى مصف الأنبياء، ويرفضون بعصبية وعنف أية صور مغايرة للصورة التى قدموها هم له، الشىء نفسه فى الكتابات التى تناولت الرئيس محمد أنور السادات، مازالت رهينة محبيه وكارهيه، كل منهما يراه من منظوره الضيق.

حتى بعض الدراسات التى تناولت الفترات الزمنية السابقة لا تخلو من تقصير وتحتاج إلى حيادية ومنهجية أكثر مما هى عليه، بعض الباحثين يتعامل مع المصادر بتساهل معتقدًا صحة وواقعية كل ما نقل إلينا، مع أن بعضها خضع لأهواء من كتبوها ولمن رووها، المفترض ألا يقبل الباحث الخبر قبل التأكد من معاصرته أو قربه زمنيًا للواقعة أو للشخصية، وقربه ومعاصرته لا يعنى صحته بالضرورة، فقد يكون غير صحيح، وربما شهد تدخلًا من كاتبه لخصومه أو لجهل.

بالطبع هذا لا يعنى أن ننصرف عما يتاح من أدوات لكتبة التاريخ، بالعكس يجب أن نشجع الجميع على تقديم شهاداتهم، كان من المؤيدين أو المعارضين للشخصية أو للواقعة، هذه الشهادات رغم تلونها بمحبة وكراهية وأيديولوجية وأحكام قيمية إلا أنها تفيد كثيرًا فى تقديم القراءة بعد إخضاعها لتحليل وتنقية، باستبعاد العاطفى والأيدولوجى، إلى جانب هذه الشهادات يجب أن نعتمد على باقى الأدوات فى التحليل.

المشكلة الحقيقية فى مصر والمنطقة العربية أمام الباحثين هى حجب كل أو بعض الوثائق الخاصة بالشخص او الواقعة أو الفترة المستهدف دراستها والكتابة عنها، وهنا يلجأ الباحث إلى الشهادات المتاحة، وإلى وسائل الإعلام المختلفة يستخلص منها ما يعينه وتقديم صورة تقريبية، والمشكلة الأكبر فى أن بعض الباحثين يعمدون على قراءة من سبقوهم دون الرجوع إلى المصادر أو حتى دون تنقية القراءة مما قد يشوبها علميًا ويبعدها عن الحيادية.

التاريخ لا يكتب نفسه، بل يحتاج إلى أدوات وإلى شخصيات محايدة، وأغلبنا عاصر وأحب وكره، لذا من المبكر جدًا الحديث عن كتابة تاريخ عبدالناصر أو السادات أو مبارك، ويفضل أن نشجع على تسجيل الشهادات رغم عيوبها، ونتركها إلى أجيال لم تعاصر ولم تناصر ولن تحب ولن تكره.

 

[email protected]