رؤى
صورة النبى إبراهيم فى النصوص التوراتية، تختلف عن صورته فى الآيات القرآنية، خاصة فى بداية نزول الوحى عليه، حيث صورته التوراة كغيره من البشر، يعتريه الضعف الإنسانى، يخطئ، ويكذب، ويضعف، التوراة بدأت قصته من أول أمر إلهى نزل عليه:«اترك أرضك وعشيرتك وبيت أبيك، واذهب إلى الأرض التى أريك تك 12 : 1)، وهذا النص سبقه نص يشير إلى ارتحال إبراهيم بأسرته من أور الكلدانيين، ووصوله إلى «حاران» وهى إحدى المدن السورية، وفيها « مات تارح – والده – تك 11 : 31»، وبعد فترة من ترحاله والعيش على هامش المدن الكنعانية (الفلسطينية)، عم الجوع البلاد، وفكر إبراهيم فى النزول إلى مصر:» وما إن اقترب من تخوم مصر، قال لزوجته ساراى: أنا أعرف أنك امرأة جميلة، فما إن يراك المصريون حتى يقولوا: هذه هى زوجته فيقتلونى ويستحيونك، لذلك قولى إنك أختى، فيحسنوا معاملتى من أجلك وتنجو حياتى بفضلك، ولما اقترب إبرام من مصر، استدعى جمال ساراى أنظار المصريين، وشاهدها أيضًا رؤساء فرعون، فأشادوا بها أمامه، فأخذت المرأة إلى بيت فرعون، فأحسن إلى إبرام بسببها وأجزل له العطاء من الغنم والبقر والحمير والعبيد والإماء والأتن والجمال، ولكن الرب ابتلى فرعون وأهله ببلايا عظيمة بسبب ساراى، فاستدعى فرعون إبرام، وسأله: ماذا فعلت بى؟!، لماذا لم تخبرنى أنها زوجتك؟!، والآن ها هى زوجتك، خذها وأمض فى طريقك تك 12: 10 –20»، والشيء نفسه فعله إبراهيم مع ملك جرار، وحصل منه على ثروة ثانية: « وقال إبراهيم عن سارة امرأته: هى أختى. فأرسل ابي مالك ملك جرار وأخذ سارة. فجاء الله إلى أبي مالك فى حلم الليل وقال له ها أنت ميت من اجل المرأة التى أخذتها فإنها متزوجة ببعل. ولكن لم يكن ابي مالك قد اقترب اليها. فقال يا سيد ألم يقل هو لى إنها أختى وهى ايضا نفسها قالت هو أخى..فقال له الله فى الحلم: رد امرأة الرجل فإنه نبى فيصلى لأجلك فتحيا. وإن كنت لست تردها فاعلم أنك موتا تموت أنت وكل من لك فبكر ابي مالك فى الغد..ودعا إبراهيم وقال له ماذا فعلت بنا؟، وبماذا أخطأت إليك حتى جلبت علي وعلى مملكتى خطية عظيمة.. فقال إبراهيم إنى قلت ليس فى هذا الموضع خوف الله البتة. فيقتلوننى لأجل امرأتى. وبالحقيقة أيضًا هى أختى ابنة أبى. غير أنها ليست ابنة أمى. فصارت لى زوجة. فأخذ أبى مالك – ملك جرار – غنمًا وبقرًا وعبيدًا وإماء وقدمها لإبراهيم وأرجع إليه سارة زوجته... وقال لسارة: ها قد وهبت أخاك ألف قطعة من الفضة تك 20 : 3 14».