رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

باختصار

أخيراً أفصحت إثيويبا عن نواياها وتخلت عن دبلوماسيتها ومراوغاتها التى استمرت لخمس سنوات.. أخيراً عرف العالم أن هدف إثيوبيا من وراء سد «النقمة»، ليس كما تروج له من التنمية ومحاربة الفقر وفقط, وإنما شعار تتخفى من ورائه مآرب أخرى. إثيوبيا تنفذ مخططاً بهندسة إسرائيلية ومؤامرة مشارك فيها بعض القوى الإقليمية والدولية، هدف كل هؤلاء هو إضعاف مصر.

إعلان إثيوبيا انسحابها من المفاوضات وعدم توقيعها اتفاقية ملء بحيرة السد وتشغيله نهاية لفصل من مسرحية هزلية.

لا شك أن المفاوض المصرى نجح فى كشف المخطط الإثيوبى وجعل ما تكنه الصدور ويحاك فى النفوس يخرج للعلن.. إثيوبيا تتناسى المحددات الدولية الحاكمة للدول المشاطئة لنهر مشترك، وأيضاً تتجاهل متطلبات الاستقرار الإقليمى. إثيوبيا تتغافل حساسية الموقف على المستويين الإقليمى والدولى.

انسحاب أديس أبابا من مباحثات واشنطن كان مصداقاً للعقلية الإثيوبية التى تدفعها عوامل غير واقعية وحسابات غير دقيقة إلى سياسة فرض الأمر الواقع والتعسف، خصوصاً أنها قررت الانسحاب فى اللحظة الأخيرة من جولة واشنطن النهائية للتوقيع على اتفاق كان محلاً لرضا جميع الأطراف.

أديس أبابا وجدت نفسها وجهاً لوجه أمام التزام قانونى يأخذ صفة دولية، لطالما حاولت التملص منه عبر أساليب من المناورات مارستها كل أطراف الدولة الإثيوبية وكل رؤساء وزرائها المتعاقبين، سواء عبر العبارات الإنشائية التى تم استخدامها فى اللقاءات الرسمية مع مصر أو فى التسويق لعملية بناء السد.

 أديس أبابا تسوق لنا وللعالم شعار أنها لن تضر بمصر ولكنها لم توضح محددات عدم الإضرار ولا طريقته، وحينما شعرت بأن هناك محددات وضوابط لمنع الإضرار الذى تتحدث عنه هربت من الساحة وانسحبت من المفاوضات.

إثيوبيا تتخيل أن من حقها الاستفادة الكاملة من هذا النهر وباعتبارها دولة ينبع من أراضيها نهر النيل، ومن ثمَّ تريد تحويل هذا المورد المائى إلى سلعة تباع وتشترى شأنها شأن أى سلعة أخرى.

الدور الإسرائيلى أصبح واضحاً، وإثيوبيا هى المنفذ للرغبة الإسرائيلية فى توصيل مياه النيل إليها وإسرائيل تعتبر إثيوبيا محور ارتكاز لاختراقها القارة الإفريقية.. إثيوبيا تريد فرض سياسة الأمر الواقع وتتخيل أن نجاحها فى فرض سياسة الأمر الواقع فى بناء السد تجربة قابلة للتطبيق فى ملء بحيرة السد وتشغيله.. أديس أبابا استخدمت فى ذلك آلية التلاعب بالوقت وتحييد السودان، ولكن غاب عنها أن مبتغاها عصىٌّ على المرور.. المناورة السياسية الإثيوبية فى سد الأزمة فقدت قدرتها على الاستمرار والمراوغة بعد تصريحات وزير الخزانة الأمريكية من التزام واشنطن بإتمام الاتفاق وعدم البدء فى ملء بحيرة السد وتشغيله إلا بعد اتفاق كل الأطراف.

تصريحات وزير الخارجية الإثيوبي: «الأرض أرضنا والمياه مياهنا والمال الذى يبنى به سد النهضة مالنا ولا قوة يمكنها منعنا من بنائه»، تتسم بالرعونة والحماقة وتعلن مواقف أقل ما توصف به بأنه موقف استفزارى وجرجرة مصر إلى ما لا تتمناه.

دعوة لكل القوى الوطنية للاصطفاف الوطنى بعيداً عن التزيد أو المزايدة أو تصيد للأخطاء بالحق أو بالباطل. قضية مياه النيل أمن قومى والمحافظة عليها هدف استراتيجى لا يخص الجيل الحالى، وإنما حق من حقوق الأجيال القادمة.

 نحن بحاجة إلى اصطفاف وطنى وأن نعمل بروح الفريق الواحد.. مياه النيل قضية وجودية ومسئولية الجميع: قيادة سياسية وحكومة وشعباً، ما تقوم به إثيوبيا وقامت به إسرائيل بمثابة إعلان حرب على شعب قوامه ١٠٠ مليون نسمة، ولا نملك إلا أن نقول ما قاله ربنا فى كتابه العزيز: «كتب عليكم القتال وهو كره لكم».

Mokhtar. [email protected] com