رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين




أُثيرت ضجة إعلامية وجماهيرية شديدة خلال الأيام الماضية حول ظهور ما يطلق عليهم "نجوم المهرجانات"، تابعت الأحداث انطلاقًا من الفضول للتعرف على ما يدور حول الأغاني المطروحة وأداء المطربين، ومعانى الكلمات المستخدمة، والالحان. تم توجيه اللوم نحو ظهور هذه الظاهرة الغريبة على مجتمعنا، وأُنتقد بشدة كل من شارك في هذه النوعية من الاعمال الهزلية التي لا ترتقى أن تُستخدم في مجتمعنا.
ومن هذا المنطلق؛ قررت أن أكتب حول هذه الظاهرة ولكن من منظور مختلف، وهو منظور المستمع؛ فإنه حتمًا علينا أن نقف وقفة جماعية لكبح جماح هذه الظاهرة، وذلك من خلال  تفعيل دور وزارة التربية والتعليم والدور الثقافي الذى تلعبه المؤسسات المعنية بتنوير الفكر واستنارة العقول والاذهان، ولابد من القائمين على العملية التعليمية إيجاد صيغة تربوية جديدة لبث افكار مستنيرة تضئ الروح والعقل بما يتماشى مع روح العصر ومتطلبات الألفية الجديدة. كما يجب أن يضاف على المواد المقررة على الطلاب في مراحل مبكرة من التعليم مادة التربية الثقافية والتذوق التي تعلم الأجيال معنى الثقافة وأهمية التنوير والتركيز الدائم على مفاهيم الجمع بين الاصالة والمعاصرة . إن وضع مقررات تعليمية يغلب عليها الصبغة الثقافية مع وجود أساليب عصرية للتدريس من المؤكد أنها سيكون لها دور كبير في تشكيل الوعى لدى الطلاب منذ الصغر وتنمية قدرتهم على الابتكار والتحديث الدائم بأساليب ترتقى بالوجدان والمشاعر والاحاسيس، فضلاً عن تدريس المواد الثقافية عبر مراحل التعليم المختلفة منذ الصغر وحتى اتمام العملية التعليمية سواء العام أو الفني
كما يقع على عاتق المؤسسات الثقافية في مصر دورًا كبيرًا. فـإلى جانب الحفلات الموسيقية التي تنظمها بعض المؤسسات الثقافية والعروض الفنية المتعددة سواء أعمال مسرحية أو عرض أعمال تشكيلية والتي يجب أن لا تخلو من الفكر والمضمون، لابد أيضًا من عقد ورش تثقيفية وندوات متخصصة لإبراز أهمية ودور الثقافة والفن في تشكيل الذوق العام ومخاطبة العقل والفكر والوجدان، فتشكيل العقول منذ الصغر وأمداها بالمحتوى الفكري المهذب الراقي يجعل المتلقي محافظًا على مدار العمر بالتمسك بهذه المعاني والمعايير ويخشى مخالفة قواعد وأصول المجتمع.
ومن ثم؛ أناشد جميع هيئات قصور الثقافة والمراكز الثقافية والاندية الرياضية وجميع المراكز الثقافية والفنية والسينما والمسرح والتلفاز وجميع المسئولين عن الثقافة الجماهيرية  بإعادة النظر في أدوارهم وعن المحتوى الذين يقومون بتقديمه لإعادة تشكيل وعى الأفراد وبالتالي المجتمع. وعلى الأسرة الدور الأكبر مهما كانت وضعها الاقتصادي بضرورة غرس قيم ومبادى تتماشى مع هوية وتاريخ وثقافة الحضارة المصرية. اعتقد أن مصر الولادة التي انجبت رموزًا تنحني لها القامات وترفع لها القباب وتهتز لها الأجساد سواء في الفن أو الرياضة أو الثقافة أو العلم تظهر علينا الآن ظواهر سيئة لا تليق باسم وتاريخ وحضارة مصر، فبعد السيدة العظيمة كوكب الشرق أم كلثوم والفرقة المصاحبة لها من ملحنين وشعراء وموسيقيين وبعد رموز الفن والفكر والثقافة العمالقة أمثال عبد الحليم حافظ، ومحمد عبد الوهاب، وبليغ حمدي، ومحمد فوزى، وفي الثقافة والادب أمثال نجيب محفوظ، ويحيى حقي، وأنيس منصور، وعباس العقاد، وتوفيق الحكيم، وطه حسين، وآخرون. اعتقد أنه من الأمر الكارثي أن نصل إلى هذا التدني من ظواهر فنية وثقافية لا تجيد فن الغناء ولا الخطابة بل تقوم بتقديم سموم فكرية ومعنوية شاذة ومتطرفة تنفر منه العقول والارواح.
اتمنى أن تعود مصر كمان كانت قبلة لجميع المبدعين من شتى بقاع الأرض وتظل تفيض بالكوادر الفنية والعلمية والثقافية المشرفة التي تحظى باهتمام وتقدير وتسعى إلى ثراء وتنوير وتثقيف مجتمعاتهم واوطانهم بالصورة التي تليق باسم مصر محليًا ودوليًا.