من الحياة
استكمالا لمقالى السابق مذيع بالمايوه مذيع إعلام هذا العصر الذى نعيشه الآن.. هؤلاء المذيعون الذين جعلونى أفتقد زمن الإعلام الجميل!!. للأسف. أنا لا أفتقد زمن الفن والإعلام الجميل فقط بل أفتقد زمن السياسة الجميل!! كما أفتقد السياسى المحترم الراقى، الإنسان، المصرى الوطنى حتى النخاع...الشجاع القوى الذى لا يخاف فى الحق لومة لائم.. عاشق لمصر ولتراب وطنه... الحالم بتغيير الحاضر للأفضل.
هذا هو السياسى المستور!! السياسى المستور هو الذى ستر نفسه وعينه وقلبه عن الحرام وعن أموال الشعب، عن خيانة وطنه.....المستور بالأخلاق.. بالقيم.. بالشرف.. بالمبادئ...بالحق. السياسى المستور هو المشهور بالمواقف الوطنية.. يضع مصلحة وطنه نصب عينيه فى جميع مواقفه فلا يعمل إلا للحفاظ على أمن واستقرار ومصلحة ورخاء مصر. السياسى المستور هو السياسى الذى لا تتبدل انتماءاته وتوجهاته... فهو ليبرالى طوال حياته.. اشتراكى من نعومة أظافره...وفدى حتى النخاع... حزب وطنى حتى لو وصفوه بالفلول!!
لكن... للأسف، تابعوا المشهد السياسى الآن... ستجدوا أننا أصبحنا محاطين بكم هائل من السياسى بالمايوه!!. السياسى بالمايوه هو السياسى الذى تجرد من أخلاقه.. من قيمه.. من نزاهته .. من ثبات انتماءاته!!.
السياسى بالمايوه هو السياسى الليبرالى الفاسد الذى تعرى من كل الأعراف والقيم والمبادئ ولا يفكر إلا فى نفسه وفى زيادة أرصدته فى البنوك!!. السياسى بالمايوه هو السياسى الخائن الذى تجرد من وطنيته وباع نفسه لمن يدفع!! فمواقفه تتبدل وتتغير وفقا للمصلحة..
السياسى بالمايوه هو السياسى المتحول الذى يغير انتماءاته الحزبية والفكرية وفقا لمصالحه الخاصة. فنجده فى الماضى ليبرالى ينادى بالحرية وبالديمقراطية.. ثم تحول ليقف مع الإخوان للوصول إلى السلطة!!! والآن يصبح من ثوار 30 يونيو وينضم لحزب السلطة كما يطلق عليه ويتحدث باسم السيسى لأنه يدعى بأنه حزب الظهير الشعبى للسيسى مع ان الرئيس أعلن مرارا وتكرارا أنه ليس وراءه حزب بل شعب!! السياسى بالمايوه هو السياسى الخائن لبلاده بعد أن أصبح طابورا خامسا لعدد من المخابرات!! فتحول الى دمية فى أيدى أعداء الوطن والاجندات الخارجية!! فهو أحيانا مدافع عن حقوق الإنسان إذا طلب منه التركيز على هذا الملف، أحيانا أخرى مدافع عن حقوق الباذنجان أو الفاصوليا أو الطعمية إذا طلبوا منه فتح هذا الملف لتشويه بلاده فى الخارج!.
السياسى بالمايوه هو السياسى الذى يتحدث باسم الإسلام وباسم حزبه القائم على أساس دينى وكان يقف فى نفس الخندق مع الإخوان وكان يفتخر بأن الاخوان هم فى الاصل سلفيون...والآن يغير مواقفه السياسية منهم بعد أن رفضهم الشعب!
السياسى بالمايوه هو السياسى الفاسد، الذى قضى وقتا فى السجن، ورفع دعوى رد الاعتبار ويرشح نفسه لدخول مجلس النواب!! كيف سيحاسب حرامى خارج من السجن وزيرا أو يقدم له استجوابا!! كيف سيقف الفاسد أو الحرامي تحت قبة البرلمان يتكلم عن الشرف والأمانة وهو فاقد لهما!
أين أنتم يا سياسيى المشهد الآن من سياسيى زمان الذين ضحوا بأموالهم...بعمرهم فى السجون لتمسكهم بفكرهم... بأيديولوجياتهم....بمواقفهم الثابتة..!!! لكِ الله يا مصر من بعض سياسيى هذا الزمان!!! موعدنا الاثنين المقبل إن شاء الله.