رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بدون رتوش

فعلها المقامر ترامب ووقع فى مصيدة جديدة. فعلها المغامر اللاعب بالنار الذى يمتطى جوادا جامحا ولا يبالى بالعواقب. ظهر عاجزا إزاء خوض أى معركة، فاشلا فى التعامل مع أى أزمة لكونه يعمل بدون استراتيجية. ورط نفسه وورط بلاده فى أزمة جديدة. بدأها منذ أن انسحب من الاتفاق النووى فى 8 مايو 2018 ، وهو الاتفاق الذى وقع بين ايران والدول الكبرى فى 14 يوليو 2015، والذى تعامل ترامب معه وكأنه ثنائي. عمد بعدها إلى إحكام الحصار على ايران من خلال إعادة العمل بالعقوبات عليها بهدف تعبئة الشعب الايرانى ضد النظام لا سيما مع ما أسفر عن العقوبات من وضع اقتصادى صعب.

أما سقطة ترامب الكبرى فجاءت فى الثالث من يناير الجارى عندما أقدم على اغتيال قاسم سليمانى الشخصية العسكرية القيادية والذى يتمتع بشعبية جارفة فى ايران، فقدم ترامب بذلك دون أن يدرى هدية كبرى لإيران حيث إن الاغتيال الصادم للجميع كان سببا فى التفاف الشعب الايرانى حول النظام. أخطأ ترامب عندما أسقط القانون من اعتباره وأقدم على ارتكاب هذه الجريمة. لم يأخذ فى حساباته ما قد يتمخض عنها من تداعيات ولم يحضر فى المقابل الجهوزية الاحتياطية لخوض أى تصعيد فى المواقف. لقد تبنى ترامب نفس النمط السلوكى الذى كان سائدا وشائعا زمن المافيا وأندية القمار والتى عكست فى مضمونها الروح العشوائية والبلطجة.

كثيرون توجسوا خيفة من اندلاع حرب فى المنطقة لا سيما فى ظل هذا التعس ترامب وشطحاته ونوازعه الشريرة والتى تمادى فيها إلى الحد الذى لم يكن أحد يتخيل أنه سيتعمق فيه إلى المستوى الذى أوصله إلى اتخاذ قرار باغتيال الجنرال قاسم سليمانى قائد فيلق القدس فى الحرس الثورى، وهى الجريمة التى جاءت فى سياق العمليات التى اعتادت إسرائيل على تنفيذها عندما تريد التخلص من أعدائها. غير أن اغتيال سليمانى لم يكن حدثا عابرا بل كان حدثا كبيرا اهتز له العالم. بل إن عملية الاغتيال كانت بمثابة تحذير للأمة العربية والإسلامية لما يمثله الوجود الأمريكى من أخطار فى الأرض العراقية.

لقد تأكد الآن أن ترامب فعل فعلته الدنيئة من أجل تقليص نفوذ ايران فى أرض الرافدين ولكن ما حدث هو النقيض، فرغم الفقد الكبير للجنرال قاسم سليمانى الشخصية العسكرية القيادية، فلقد كانت العملية بمثابة هدية كبرى لإيران من خلال تعميق نفوذها فى المنطقة أكثر وأكثر. ولكنه ترامب الذى اعتاد على أن يلعب بالنار دون أى اعتبار لما يمكن أن يسفر عنه ذلك. وهكذا غاب عن ترامب أن اغتيال سليمانى لا يمكن أن يمر كغيره من الأحداث فى الإقليم. ظن ترامب وبعض الظن اثم أن اغتيال سليمانى سيكون حدثا عابرا. وساء ظنه فموت هذا الرجل أجج النار فى المنطقة وحرك العالم كله. ورأينا كيف أن مجلس النواب الأمريكى قد أدان عملية الاغتيال وشدد على ضرورة وقف الممارسات الاستفزازية تجاه ايران. ويكفى القلق والمخاوف التى سكنت ترامب حيال ردود الفعل التى قد تنجم عن عملية الاغتيال الآثمة التى أمر بتنفيذها....