رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لوجه الله

يدرك الدارسون للتاريخ المصرى القديم.. أن مصر لم ينل منها أعداؤها يومًا وهى دولة مستقلة تنعم بالاستقرار.. وأن أسوأ موجات الاحتلال لمصرالقديمة لم تكن لتحدث، لولا التشتت والانقسام الداخلى للدولة.. لكن هل يعلم شبابنا اليوم، أنه لولا سلسلة الثورات والفوضى والاغتيالات التى تكالبت على مصر فى عهد الدولة الوسطى وتحديدًا الأسرة الثالثة عشر.. لما تمكن ما يسمى بالهكسوس من احتلالها.. وأن كل احتلال لمصر سبقته مرحلة من الفوضى وعدم الاستقرار.. وفى المقابل يدرك أعداء مصر أن استقرارها وحده يعنى مولد دولة قوية قادرة على دحر كل معتدٍ وطامعٍ.. دولة، أبادت الهكسوس.. وسحقت التتار.. وأذلت الصليبيين.. وأهانت العثمانيين.

وفى العصر الحديث قد نتفق أو نختلف حول ثورة 25 يناير.. لكن لا يمكن أن يختلف عاقلان على أن أغلب ما نعانيه اليوم هو نتيجة مباشرة لحالة السيولة والضعف التى عاشتها مصر فى أعقاب تلك الثورة.. ففتحت تلك الحالة الباب لدول مثل إثيوبيا وغيرها لتُقدِم على ما كانت تجبن عن مجرد الحلم به فى السابق!.. وفى المقابل، ما إن بدأت الدولة المصرية تتنسم القليل من الاستقرار.. حتى بدأت عجلة البناء والإعمار فى الدوران وبأقصى سرعة.. وهو ما أحرق قلوب حاسديها.. ويكفى هنا النظر فقط لحملة الأكاذيب والتلفيق المسعورة التى شنتها قناة الجزيرة المشبوهة لافتعال حالة غير حقيقية من عدم الاستقرار فى مصر.. علينا أن ندرك حجم مصرنا الحبيبة.. وكيف يخيفهم استقرارها.. وأن ندرك حجم التحديات التى تواجهها اليوم.. وألا نكون عونًا للأعداء فى النيل منها.

 علينا أن ندرك أن اكتشافات مصر للغاز الطبيعى فى البحر المتوسط.. مثلت كابوسًا بشعًا لكثيرين من حولنا.. وأن استعادة مصر لعافيتها يشكل خطرًا على استكمال مخطط قطع مياه النيل عن شعبها.. وأن استقرارها يهدد عروش دول كثيرة تعيش على السياحة.. وأخرى تعيش على نهب ثروات جيرانها.. وثالثة لا تريد منافسًا لها.. وصغار يطمحون لمكانتها.

وها هى مصر ما إن بدأت تسترد عافيتها حتى أطاحت بأطماع مختل الأناضول فى المنطقة العربية فجن جنونه.. وأفشلت مخطط تقسيم دول المنطقة.. مدت أيادى المساعدة لإخوانها العرب فى ليبيا وسوريا والعراق واليمن.. آوت مشرديهم.. وحمت أوطانهم من مخططات التقسيم.. وهو ما أصاب أعداء الأمة بالسعار.. وباتوا جميعًا على يقين أنه لا سبيل لأطماعهم إلا بإعادة مصر مجددًا للفوضى.. وحرمانها من جنى ثمرة ما بذلته طيلة السنوات الماضية.. من أجل هذا، علينا ألا نجر كالأنعام لتخريب وطننا بأيدينا.. قد نختلف.. قد نعارض وننتقد.. قد نطالب ونتظاهر.. فكل هذا شىء، والخروج لهدم الدولة شىء آخر.. فمصر أعز وأغلى من هذا بكثير.. والمصريون يدركون ذلك جيدًا.