رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لعل وعسى

 

 

قمة بياريتز الفرنسية لمجموعة السبع تأتى لتأكيد على هدف المجموعة الأكبر وهو الجمع بين الأنظمة الإقتصادية للدول النامية ‏والدول الصناعية لتطوير السياسات العالمية لمواجهة التحديات وتحقيق ‏الاستقرار في الاقتصاد العالمى خاصة ونحن بصدد الرجوع لنفس الهدف الذى أنشأت من أجله هذه المجموعة وهو البحث عن حلول لمواجهة الأزمات الاقتصادية التى أعقبت صدمة البترول خلال حرب أكتوبر 73 والآن نحن على مشارف تكرار أزمة بترولية حادة على خلفية الأوضاع في الخليج العربي القمة التى تستضيفها فرنسا تناقش أيضا سبل بناء الثقة الرقمية باعتبار التكنولوجيا الرقمية هي جزءًا لا يتجزأ من اقتصاديات ومجتمعات الدول الأعضاء وسبل الحفاظ على نظام مالي دولي قوي ومرن في مواجهة المخاطر المتزايدة، ودعم الحوكمة المالية العالمية، خاصة أن العالم مقبل على أزمة بيئية كبيرة سوف تمتد إلى التأثير على الأوضاع الاقتصادية العالمية وهى الأزمة الناتجة عن حرائق غابات الأمازون المطيرة والتى تسمى رئة العالم ويمثل الناتج المحلي للدول المشاركة فى هذه المجموعة نحو 40 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، فيما تبلغ نسبة شعوب الدول السبع 10 بالمئة فقط من عدد سكان العالم، وبالإضافة إلى نسبة الناتج المحلي الإجمالي للدول المشاركة، يمكن القول إن تلك الدول هي الأثرى عالمياً، إذ تشير أرقام صندوق النقد الدولي إلى أن ثروتها الصافية تمثل 58 بالمئة من الثروة العالمية وهي تقدّر بنحو 317 تريليون دولار وبرغم ذلك هناك مجموعة من التحديات التي تواجه مجموعة السبع فهناك خلافات داخلية بين أعضاء مجموعة السبع، أبرزها خلاف الرئيس ترامب مع باقي أعضاء المجموعة حول الضرائب على الواردات والإجراء الذي اتخذته الولايات المتحدة تجاه التغير المناخي في قمة السبع التي انعقدت في كندا العام الماضي. كما تواجه المجموعة انتقادات لأن أداءها لا يتناسب مع الأوضاع الاقتصادية والسياسية على المستوى الدولي. كما لا توجد دول إفريقية أو دول من أمريكا اللاتينية أو أي من دول جنوب الكرة الأرضية بين أعضاء مجموعة السبع وهو تحدٍ كبير يبرز توجه عنصرى ويعيد للأذهان عصور الاحتلال السابقة، كما تواجه المجموعة تحدياً من الاقتصاديات الناشئة سريعة النمو مثل الهند والبرازيل، وهما ليستا من أعضاء مجموعة السبع رغم كونهما من الأعضاء في مجموعة العشرين.

ويرجح الكثير من الخبراء أن هذه الاقتصاديات الناشئة قد تتفوق اقتصادياً على أعضاء مجموعة السبع. وهنا لن يكون المجال متوافقًا مع إمكانية تبادل الأفكار والآراء والحلول المحتملة لأزمة اقتصادية عالمية.

مجموعة السبع رغم التحديات الكبيرة التي تواجهها لكن تبقى هى الأداة الحقيقية التى يمكن أن تضع حلولًا حقيقية للقضايا السبع الأكبر عالميًا وهى رسم لسياسات الطاقة المستقبلية وهى لن تكون فى ظل ابتعاد روسيا عن هذه المجموعة على خليفة القرم عام 2014 والقضية الثانية هى التغير المناخي ولن يكون هذا فى ظل ابتعاد الولايات المتحدة الأمريكية عن التزاماتها ومسئولياتها الدولية باعتبارها المسئول الأول عن تدهور البيئة عالميًا، أما القضية الثالثة فهى مرض نقص المناعة ولن يكون هذا فى ظل ابتعاد القارة الإفريقية عن دائرة الاهتمام العالمية، أما القضية الرابعة فهى الأمن العالمى ولن تكون إلا من خلال مساندة مصر فى حربها ضد الإرهاب نيابة عن العالم، أما القضية الخامسة فهى الحفاظ على نظام مالى دولى ومرن قادر على مواجهة المخاطر المتزايدة ولن يكون ذلك إلا باحتواء الصين ووضعها على رأس هذه المجموعة، أما القضية السادسة فهى دعم الحوكمة المالية العالمية ولن يكون ذلك إلا بإعادة النظر في كيفية إحداث التوازن بين عدد السكان ونسبة الثروة، حيث تميل لصالح مجموعة السبع بنسبة 58%، أما القضية السابعة فهى إصلاح نظام النقد العالمى، خاصة بعد تراجع دور وأهمية الدولار وتوجه الاقتصاديات الكبرى نحو اكتناز الذهب.

مطلوب الآن وقبل أى وقت مضى مشاركة العالم الحر فى البحث عن أنسب الحلول لمواجهة هذه التحديات التى قد تكون مؤلمة للجميع.