رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لوجه الله

إن دعوتى للعودة إلى «المذهب الأول».. أى الكتاب والسنة.. بعيداً عن خلافات المذاهب والفرق.. تهدف فى مجملها إلى تجاوز القرون الماضية بكل ما حوت والعودة إلى الفهم النقى للرسالة المحمدية.. وفتح باب الاجتهاد مجدداً أمام أبناء هذا الزمان.. وكما سبق أن أشرت إلى أن تفرق المسلمين إلى عشرات الفرق والمذاهب.. طرح العديد من الرؤى المتعارضة لفهم الدين.. لم تقف عند حد الاختلاف فقط بل تخطته إلى التكفير والاقتتال.. وهو ما بنى حاجزاً كبيراً بين المسلمين وما جاء به نبيهم.. ومن أسوأ ما جسد ذلك الخلاف.. لقب «شيخ الإسلام».. الذى أطلقه أنصار وأتباع أغلب الفرق على رموزها.. حتى بات لكل فرقة شيخاً لإسلامها لا تقبل برأى غيره.. وتكفر من يجرؤ على الاقتراب بالنقد لأفكاره.. وطالما أن لدينا «شيخ الإسلام».. فنحن الإسلام نفسه.. ومخالفنا يعادى الإسلام.

وليس هناك دليل على خطورة اجترار الاجتهادات السابقة.. واستدعاء خلافات الماضى وفتاويه التى التصقت بزمانها أكثر مما التصقت بالإسلام نفسه.. أوضح من ذلك الفهم والتطبيق الخاطئ لتلك الفتاوى باقتطاعها من زمانها ومحاولة إقحامها على حاضرنا باسم الدين.. مما وصم الدين بالجمود وعدم مسايرة العصر.. وعلى ذكر «شيخ الإسلام».. كان للفقيه النابغة أحمد بن تيمية.. الحظ الأوفر من اللقب والاتباع.. كما تحمل النصيب الأكبر من الظلم بالتصاق فتاوى التكفير وسفك الدماء باسمه.. حقيقة كان ابن تيمية واحداً من عباقرة الإسلام ونوابغ عصره.. لكن شأنه شأن كل العلماء والمجتهدين.. لا تخلو اجتهاداته من كبوة هنا وإخفاق هناك.. تصدى لكثير منها علماء عصره ونظرائه.. وكان من أكثر فتاويه إثارة للجدل.. الطلاق المعلق وكفارة يمين الطلاق.. والتى رد عليها العلامة تقى الدين السبكى فى رسالة غاية فى البلاغة.. تحت عنوان «الدرة المضية فى الرد على ابن تيمية».. ومن أكثر فتاوى ابن تنمية اقتطاعاً من زمانها ومحاولة فرضها على المسلمين فى حاضرنا.. تلك الخاصة بالخروج على الحاكم.. واستحلال دماء معاونيه «حتى الحائك يحيك له ثوبه».. فصارت تلك الفتاوى المرشد الأول للمتطرفين والجماعات الإرهابية فى استحلال دماء المسلمين فى زماننا.. ولو رجعنا إلى زمان الشيخ رحمه الله.. وعايشنا ما عاينه.. من تدمير دولة الخلافة العباسية.. وانتهاك التتار لبلاد المسلمين.. لوجدنا ما يبرر ذلك التشدد فى زمانه.. ولأدرك المتطرفون أن الشيخ لم يعن بالحاكم ومعاونيه إلا أمراء التتار وما حوله من خونة للأمة.. وأن تلك الفتاوى كانت فى مقاومة المحتل لبلاد المسلمين.. وليست للخروج على حكام المسلمين وتخريب ديارهم بشق عصا الطاعة.. وما علينا اليوم إلا الترحم على الشيخ، وطى صفحة زمانه بكل مرها وتشنجها كما طواها التاريخ.. (وللحديث بقية)

[email protected]