رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لعل وعسى

مرت البشرية منذ فجر التاريخ وحتى الآن بأربع ثورات صناعية باعتبار أن هذا الانتقال يتطلب اختراعا علميا أو تكنولوجيا مذهلا بعد قرابة عشرة آلاف سنة تم الانتقال إلى الثورة الأولى تحديدا عام 1784 عندما تم اختراع المحرك البخارى لم نمكث عشرة آلاف سنة أخرى لننتقل إلى ثورة أخرى بل أقل من 86 سنة فقط عندما تم اختراع الكهرباء عام 1870 واستمرت هذه الثورة 99 سنة حتى عام 1969 عندما تم اختراع الرقمنة وهى أقل ما توصف بأنها الرقمنة البسيطة والتى تطورت إلى الرقمنة الإبداعية عام 2013 لنعلن الدخول فى إطار الثورة الصناعية الرابعة القائمة على المعرفة من خلال الاختراعات الكبيرة والتكنولوجيات الناشئة فى مجال الذكاء الاصطناعى وإنترنت الأشياء وتكنولوجيا النانو وعلم المواد وسلسلة الكتل Blockchain  وظهر هذا واضحا فى المدن الذكية وعلى رأسها نيوم السعودية. وبعيدًا عن الدخول فى آليات كل مرحلة فإنه يتعين علينا ضرورة مواجهة أنفسنا بما إذا كنا مستعدين ومؤهلين للتعامل مع هذه الثورة الرابعة فى ظل المخاوف التى سوف تصدرها لنا هذه الثورة والتى من أبرزها اللامساواة الناتجة من فقدان فرص العمل واعتماد الوظائف الباقية على مهارات عالية جدا وفقدان الأمن الناتج عن اللامساواة والبطالة التى ستتراوح بين 200 و 350 مليون عاطل حسب تقرير منظمة التعاون والاقتصاد وهى مخاطر سوف ينتج عنها أعراض خطيرة منها تفتيت المجتمع وزيادة الفصل العنصرى وهى الأرض الخصبة لتعزيز نشاط المنظمات الخارجية خارج أطر الدولة، خاصة أن ذلك سوف يساعد فى خلق مساحات صراع جديدة أكثر شراسة وعنفا وظهور مسرح جديد وهو الفضاء الإلكترونى بجانب المنصات الثلاث التى تطورت وارتبطت مع هذه الثورات، فالثورة الأولى نتج عنها البر والثانية البحر والثالثة الجو أما الرابعة فهى ساحة الفضاء الإلكترونى والأخطر من كل ما سبق هو استمرار ضياع الهوية والانتماء الذى لاح فى الأفق مع الثورة الثالثة وحروب الجيل الرابع. 

نحن أمام إشكالية كبيرة تحتاج لتضافر جهود الدول، خاصة الدول صاحبة الحضارات العظيمة مثل مصر والصين والهند للوقوف أمام أخطر صدامات المستقبل الذى يخرج على دائرة النظر إلى تقنيات الثورة الصناعية الرابعة على أنها أدوات يمكن تعريفها لخدمة البشرية وتحسين حياة الإنسان إلى دائرة السوء دائرة التأثير على إدراكنا للعالم، التأثير على تغيير سلوكنا ومعتقداتنا وصولا إلى تغيير  الذات تغيير معنى أن نكون بشرا. مطلوب الآن وقبل اى وقت مضى ضرورة التحرك داخليا بزيادة الوعى المجتمعى بالأخطار المستقبلية وخارجيا بتوحيد جهود الدول صاحبة التاريخ والحضارة بالبحث عن قطاع جديد يستوعب الوظائف التى ستختفى أسوة بما تم بخلق قطاع للخدمات استوعب الوظائف التى اختفت من الزراعة والصناعة عقب الثورة الصناعية الثالثة لعل ذلك يمكننا التعلم والتخلى عما تعلمناه بعدم مقاومة التغيير والأهم إعادة التعلم عسى أن نقف أمام تغيير معنى أن نكون بشرا.

رئيس المنتدى الإستراتيجى للتنمية والسلام