اسمحوا لى
رمضان كريم خلاص على الأبواب وكل سنه وإنتوا طيبين وطبعاً رمضان بيحب اللمة والونسة والسهر والمسلسلات والإعلانات ، خاصة الإعلانات التى يطلق عليها إنسانية أى التى تعرض الفقر والمرض والعوز عند الشعب المصرى والمفروض التى تعمل من أجله!! ولكن هل من أجل أن نساعد الأطفال نستخدمهم ونعرضهم ونشهر بهم على الشاشات التليفزيونية طوال الشهر الكريم؟؟ هل من الإنسانية أو الرحمة أن أعرض طفل مريض او فقير او محتاج للتصوير التليفزيونى والتعرض للكاميرات و هى ظروف غير طبيعية بالطبع تسبب له الضغط العصبى وإيلاماً نفسياً؟ إن الحكومة التى تجمع المتسولين من الشوارع والنواصى وأمام الجوامع الذى يقوم بتسريحهم المعلمون التقليديون ، تترك طوال شهر كامل متسولين ومرضى التليفزيون تطلقهم علينا جمعيات خيرية ودكاترة وبهوات مسموح لها ان تهين وتذل أطفالنا على الهواء وعلى عينك يا تاجر؟
لقد كتبت أكثر من مرة ومن أكثر من ١٠ سنوات ناشدت كل المسئولين أن يوقفوا هذا التصرف غير الإنسانى والمهين ولكن لا حياة لمن تنادى فيبدو أن الإعلانات قد أصبحت أقوى من كل المؤسسات والهيئات فى مصر.
ولكنى اليوم أتوجه للأستاذ الصحفى الكبير مكرم محمد أحمد رئيس الهيئة الوطنية للإعلام لأذكره أن يقف مع العدل والحق والانسانية، وأن يبعد إعلانات التسول التى تستخدم الاطفال على الشاشات المصرية ولأن اصحاب الاعلانات فى رأى لا يعترفون بالانسانية او الرحمة، فيجب ان نذكرهم بالقوانين وليعلموا اذا كانوا لا يعلمون ان مصر كانت من أولى الدول التى صدقت على قانون حقوق الطفل مع اغلب بلاد العالم كلة والذى اعتمدته الجمعية العامة للامم المتحدة عام ١٩٨٩ والذى كتب فى اولها ان هذه الوثيقة تخص جميع الأطفال دون تمييز، فهل يا ترى اطفالنا اقل من اطفال العالم
إن فى قانون حقوق الطفل أكثر من مادة تمنع استغلال الأطفال مثل المادة (32 ) التى تقول ان الاطفال لهم الحق فى عدم استغلالهم تجارياً والمادة ( ٣٦ ) التى تقول ان للأطفال الحق فى الحماية من كافة انواع الاستغلال.
انها مواد صريحة وواضحة ومصر تخالف الاتفاقية أيضاً على الهواء وبأشد انواع الاستغلال وضاعة وبشاعة وهو استغلال طفل مريض او فقير. نحن لا نطالب بإلغاء اعلانات التسول والشحاتة فنحن نعلم انه مطلب مستحيل ولكننا نطالب بعدم استخدام الاطفال فى هذه الاعلانات. ابعدوا عن كل اطفالنا المرضى والمحتاجين وحتى الاسوياء الأصحاء كفاكم استغلالاً وإهانة للمصريين صغارهم وكبارهم باسم الإنسانية. فهل هذا مطلب صعب يا أستاذ مكرم؟