المستشفى الطبى الأفريقى لأفريقيا الموحدة

فى 4 مارس 2015 عقد المؤتمر الاقتصادى بأسوان، حيث تناول استراتيجية هندسة وبناء الاقتصاد المصرى من خلال محاور بناء التنمية المستدامة فى مصر وفق مرتكزات هامة، منها استراتيجية لصناعة السياحة تبدأ من الاقصر وأسوان واستراتيجية النقل فى مصر وافريقيا والمشروعات الصغيرة والحوكمة الرشيدة واستراتيجية البناء للإنسان المصرى وإعطاء إشارة هامة للسيد الرئيس بأن أسوان هى المفتاح الحقيقى لعودة مصر إلى أقوى حلقاتها وهى حلقة الدائرة الافريقية.

عقد المؤتمر قبل مؤتمر شرم الشيخ الذى بدأ به الرئيس رحلة عودة مصر لدورها الطبيعى بعد تقزيمها من خلال استراتيجية شيطانية وهى استراتيجية شد الأطراف وإبعاد النواة عن محيطها، فبعدت مصر عن محيطها العربى والأهم الأفريقى، كان عقد مؤتمر أسوان هو البداية بأن تعلن هذه المحافظة الواعدة بقدرتها على أن تكون جسر عودة مصر لأفريقيا وعودة أفريقيا لمصر. نجح هذا المؤتمر بفضل محافظ كان حسه الوطنى والعقلى أعلى بكثير ممن شاركوه فى هذا المؤتمر خاصة قيادات جامعة أسوان التى جاءتها فرصة ذهبية لتعلن عن نفسها لكن دائما تأتى الفرص مرة واحدة، الحس العالى لمحافظ أسوان الأسبق نقله بوعى لمجلس الوزراء الذى طرحه على فخامة الرئيس الذى تبناه فكانت أسوان مع موعد ان تكون عاصمة الشباب والثقافة بل والاقتصاد الأفريقى.

ونحن فى انتظار بدء التدشين نتطلع بأن تكون مفاجأة السيد الرئيس هى تدشين المستشفى الطبى الأفريقى لأفريقيا الموحدة فى أسوان لاسيما وأن البيئة مهيأة بقوة وفاعلية بوجود جامعة جديدة تحت قيادة جديدة لديها من الحس الوطنى والفكرى ما يجعلها قادرة على تكرار نموذج طب المنصورة الذى يمثل قلعة طب الجهاز الهضمى فى الشرق الأوسط، نجاح هذه الفكرة يرتبط بجذب الكفاءات الطبية الأفريقية والمصرية سواء فى أفريقيا أو العالم لتعلن عن رد الجميل لشعوبهم الأفريقية التى ذاقت مرارة المرض طوال عقود، الفكرة مرتبطة أيضا بوجود جهاز ونظام رقابى عالٍ، للحفاظ على التبرعات التى من المتوقع ألا تقل عن 20 مليار جنيه سنويًا.

نجاح الفكرة مرتبط أيضا بضرورة الإيمان بأن اسوان قادرة على صناعة استراتيجية حقيقية للسياحة تقوم على استغلال كل مقدراتها ومنها وأهمها المناخ الرائع خاصة فى فصل الشتاء لجذب السياحة خاصة السياحة العلاجية وليس فقط الاهتمام برصف أو تجميل شارع ظل لمدة 7 سنوات يتجمل ثم يتألم، أسوان تستطيع.

نعم، تستطيع سيادة الرئيس ان تكون عاصمة ليس لأفريقيا فقط بل للعالم الباحث عن السلام، العالم الباحث عن العلم والبحث العلمى، العالم الباحث عن نقطة بدء حقيقية لم تدنس بعد للألفية الجديدة يكون الأجمل لو كان البدء من تحسين صورة الإنسان الأفريقى بالإيمان بأن الاقتصاد الذى يتعامل مع موارد أفريقيا الطبيعية على أنها دخل وليس رأس مال، ولا يفرق بين الموارد المتجددة وغير المتجددة ستكون له آثار وخيمة على حساب التخطيط الاقتصادى الاستراتيجى لمستقبل الأجيال القادمة، لعل ذلك قد يكون سببا فى تطبيق سياسة الاستغلال الأمثل للموارد وما يترتب عليه من الحفاظ على مستوى الطاقة وزيادة خصوبة الأرض الزراعية ومقاومة انتشار ظاهرة التصحر وندرة المياه، عسى أن نرتبط باستراتيجية أفريقيا 2063 لتنفيذ هذه الفكرة القومية المشتركة التى ستحدث تغييرات جذرية تتضافر فيها الإمكانات الإفريقية لتحقيق حلم طال انتظاره، فهل حان الوقت لنستعيد وتستعيد أفريقيا قوتها ووحدتها وأمجادها؟

رئيس المنتدى الاستراتيجى للتنمية والسلام