عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لعل وعسى

بدأت النهضة المصرية مع الإعلان عن إنشاء سلسلة من المدارس الفنية بدأت عام 1829 بإنشاء مدرسة الدرسخانة لتعليم أصول الزراعة أعقبها مدرسة لتعليم الهندسة المهندسخانة ثم الرى..إلخ ثم أعقبها بعد ذلك بسنوات طويلة إنشاء المدارس الابتدائية بعد إنشاء ديوان المدارس الذى استحدث نظام التعليم الابتدائى كأول خطوة لتطوير التعليم المصرى.

السؤال الذى يطرح نفسه هل كانت مصر ستحقق نهضتها هذه إذا قامت بعكس ذلك أى إنشاء المدارس الابتدائية أولاً؟ أعتقد لا فتجربة مصر هذه كانت ملهمة لكوكب اليابان. تجربة مصر هذه كانت فيها على بعد خطوات من أن تكون الولايات المتحدة الأمريكية فى ذلك الوقت، نحن نسير عكس الاتجاه لدينا 52664 مدرسة بمراحل التعليم المختلفة وهو نفس عدد تقريباً الجمعيات الأهلية فى مصر أى مدرسة لكل جمعية وهى مجرد ملاحظة تحتاج مقالاً آخر، ويبلغ عدد المدارس الفنية 2204 مدرسة منها 241 للزراعة فقط، أى أننا نسير عكس ما قمنا به فى بداية القرن الـ19بتكوين أول مدرسة لتعليم أصول الزراعة الدرسخانة فى إشارة إلى أن الزراعة هى أساس النهضة.

وفى ظل توجه الدولة نحو استزراع 4 ملايين فدان مجرد ملاحظة أعتقد أنها ستلهم محبى هذا الوطن، كما أننا نخرج سنوياً أكثر من 450 ألف خريج لا يحتاج سوق العمل منهم سوى 5% فقط السبب ضعف الخصائص الوصفية والمهارية والعلمية بل والنفسية لهم حتى عندما اتجهنا نحو برامج جاهزة من الخارج مثل مبارك كول لم تنجح على أرض مصر لأنه ببساطة من الصعوبة تعليم طالب سنه فوق 16 سنة مهنة النجارة مثلاً أو الميكانيكا وغيرهما، على أرض الواقع تعليم هذه المهن لابد أن يكون منذ نعومة الأظافر وهو ما فعله محمد على باشا صانع نهضة مصر الحديثة وتجربة أبناء محافظة دمياط خير شاهد على ذلك.

وعليه أقترح تعليق الدراسة الابتدائية بعض الوقت واقتصارها على الفتيات فقط وتوجيه الفتيان نحو مدارس فنية منذ بلوغهم سن 6 سنوات يتعلم فيها المهنة التى يحبها على أسس علمية، سوف يمكنها ذلك من القضاء نهائياً على نعرة التمييز بين طالب التعليم الفنى والثانوى والقضاء نهائياً على آفة الدروس الخصوصية التى تعدت 40 مليار جنيه فى السنة، سوف يمكننا ذلك من الوقوف أمام أخطار الأزمات التى قد تضرب العالم مستقبلاً مثل أزمات مالية أو أزمة غذاء، خاصة أننا نعتمد على الخارج فى أكثر من 70%من غذائنا سوف تمكننا من تأصيل وتأسيس حقيقى لمفهوم الإبداع والابتكار كأحد أهم خصائص الأمم الحية.

نحتاج خبراء لتأييد الفكرة ووضع استراتيجية عاجلة وبكل حزم لصياغة استراتيجية لبناء إنسان مصرى عصرى يتواكب مع احتياجات سوق العمل المحلى والعربى والعالمى.

لسنا أقل من دولة رواندا التى انتقلت من شبه دولة نتيجة المجاعة والحرب الأهلية بين قبيلتى الهوتو والتوتستى والتى راح ضحيتها أكثر من مليونى مواطن إلى دولة رقم 7 على العالم فى أعلى معدلات التنمية ورقم 22 على العالم فى ريادة الأعمال والسبب كان إنشاء مجلس الحكماء أو «الجاكاكا» لحل المشاكل بين أطياف الأمة الرواندية فى ظل قانون ضعيف، صاحب ذلك نهضة تعليمية لتوفير تعليم جيد لأشد الأسر فقرأ بالتمكين الاقتصادى أى الاهتمام بالتعليم الفنى خاصة الزراعة، وهو ما ضاعف متوسط دخل الفرد لثلاث مرات عما قبل. الملاحظ أن رواندا بعد الحرب الأهلية والإبادة الجماعية لم تجد أفضل من التجربة المصرية التى مضى عليها 190 عاماً. نحمد الله أن أجدادنا ما زالوا ملهمين لغيرنا.

رئيس المنتدى الاستراتيجى للتنمية والسلام الاجتماعى