رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حفنة كلام

هل يوجد بيت مثقف عربى يخلو من مجلة العربي؟ عندما كنت صغيراً كانت مجلة العربى واحة الجمال البصرى الذى فتح ليّ أبواب الخيال قبل أن أتعرف على الحروف.. كانت موجودة فى مكتبة أبي- رحمه الله- كانت مكتبة صغيرة لكن الكتاب الملون الذى وقعت عيناى عليه كان«مجلة العربي»الذى رحت أقلب صفحاته بحثاً عن تشكيل فنى أو عن صورة ملونة.. كانت هذه واحتى المعرفية التى أضحت صديقتى عند مطلع كل شهر.. أبحث عنها وأتذكر فى سنوات دراستى لنيل درجة الدكتوراه بألمانيا طلبت من المستشار الثقافى الدكتور كمال رضوان- رحمه الله- أن يوفر لنا أعداد مجلة العربى فهاتف صديقه المستشار الثقافى الكويتى الذى أمدنا بعددين منها شهرياً، ما أجمل أن تكون هناك صداقة بينك ومجلة أو كتاب شعر، انه جزء منك وانك جزء منه، لقد فتحت لنا مجلة العربى باب التراث من غير تقديس وباب الحداثة من غير غلو وصارت أبواب اللغة والشعر والسرد والآراء الجديدة فى قراءة التراث أبواباً ثابتة بالعربي، نرى أسماء كُتاب من المشرق والمغرب يتبارون فيما بينهم ولا يجمعهم سوى «التنوير»الذى أود أن يكون مساقاً إجبارياً على طلاب جامعاتنا العربية حتى يدركوا أن«التنوير وهو خروج الانسان من القصور الكامن فى ذاته، القصور هو عدم قدرة المرء على استخدام عقله دون الغير» كما حدة الفيلسوف «كانت» «Kant»  ما أحوجنا إلى ثقافة التنوير والتسامح وتقبل الآخر، لذا جاءت العربى على مدى ستين عاماً تنشر التنوير، تنتقى أجمل القصائد وأجمل اللوحات حتى تقضى على الفجوة القائمة بين العلوم الانسانية والعلوم التطبيقية لقد ظن كل منهما انه يستطيع أن يعيش بعيداً عن الآخر، وكل يرى انه الأهم بل لا يرى الآخر.. هذه الفجوة التى اتسعت حتى رأينا اكتشافات لا تراعى الأخلاق ولا البعد الانسانى قاطبة.

جاءت دعوة الصديق الدكتور أحمد المطيرى المستشار الكويتى لتحتفى بمرور ستين عاماً على بدء إصدارات مجلة العربى على ضفاف نهر النيل فى صحبة الدكتور محمد المخزنجى الذى كان آخر قرار ليّ قبيل تركى منصب الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة إضافته مع الأديب محمد المنسى قنديل إلى لجان المجلس الأعلى للثقافة، وقد سعدت بما رواه الدكتور سليمان الشطى عن بداية نشأة مجلة العربي، وتحدثت فيه عن أهمية مجلة العربى واستمرارها فى ظل عدم استمرار مشاريع عربية ثقافية وغير ثقافية أخري، تحدثت عن تكوين العقل العربي.. وقد استمعت إلى كلمات د. سعاد عبدالوهاب وأديبنا يعقوب الشارونى والشاعر مشعل الحربى وبدأت الاحتفالية بكلمة الدكتور أحمد المطيرى التى قال فيها«لا يغفل أى قارئ عربى دور الثقافة المصرية فى تأسيس العربى وإداراتها التى تمت على يد نخبة من أهرام الثقافة العربية فى الوطن العربي».

لقد كان النيل فرحا بهذه الاحتفالية التى أدارتها المثقفة الدكتورة منال العارف بصوتها الآخاذ وجمال فصاحة ألفاظها وبلاغة جملها.

فكل الشكر للمكتب الثقافى الكويتى وللدكتور حامد العازمى وزير التعليم الكويتى والسفير محمد صالح الذويخ سفير الكويت بمصر الذين جمعوا النخبة الثقافية بمصر على اختلاف مشاربها واتجاهاتها ليجمع بينهم حب«مجلة العربي» أستون عاماً وهذا الشباب؟

[email protected]