رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

لم أكن اتوقع يومًا أن أحضر مباراة أو أقوم بزيارة لإستاد كروي لأنني لا أشجع فريق بعينه، ولا من متابعي مباريات كرة القدم إلا في أضيق الحدود عندما يشارك منتخبنا الوطني في إحدى البطولات سواء في الداخل أو الخارج. قام أحد الأصدقاء بدعوتي لمتابعة إحدى مباريات بطولة زايد للأبطال في استاد الجيش بالإسكندرية منذ أيام ولأول مرة أتأمل في شكل المبنى وروعة التصميم فقد أبهرني جمال المنظر وبديع الصورة وخاصةً أنني رغم مرورى بشكل دوري حول الاستاد إلا أنني لم أعط أي اهتمام أو تركيز.

  دخلت الإستاد وبالرغم من التشديدات الأمنية الملفتة للنظر إلا أنها أسعدتني لضمان سلامة المشجعين واللاعبين على حد سواء وللحفاظ على روعة وبريق الملعب والإستاد الذي كان يشع بهجة وحالة من الروح والحياة. ولكن مع كل هذا الوصف الرائع لجمال الاستاد ودقة التنظيم وكافة التجهيزات فوجئت وللأسف بسلوكيات غريبة من مشجعي الفرقتين، فقبل بدء المباراة وكالعادة لرفع الروح الحماسية للفريق كان مشجعو كل نادى يهتف ويغنى ويرقص لتحفيز اللاعبين وحثهم على أداء متميز إلا أنه أدهشني بعد ذلك الألفاظ القبيحة والسلوكيات الشاذة التي تبادلها المشجعين من كلا الفرقتين.

 وعلمت من خلال المشجعين أنها ثقافة وعرف متبع لتشجيع اللاعبين ودفعهم لأداء أفضل ما لديهم وهنا استوقفني معنى ثقافة التشجيع هل هي بالدعم الكامل للفريق أم هي بتبادل الالفاظ القبيحة والسلوكيات الهمجية للفريق الآخر؟ ما هو الموروث من عادات تشجيعية وما هو مرغوب لإظهار مجتمعاتنا بصورة راقية ومتحضرة أمام العالم حتى لو في مباريات ودية محلية؟ اسئلة طرحت ومن الأفضل ايجاد إجابات لها لعل وعسى نجد أنفسنا من أرقى الشعوب وأكثرهم تحضرًا في تشجيعنا. فالتشجيع هو نشاط بدني يحتوي على القفز، الهبوط، والرقص، والهتاف، والتقديم إلى المشاهدين مباشرة لأحداث روح رياضية وحماسة لتشجيع الفرق الرياضية في ألعاب مختلفة وهو أمر لا غنى عنه على الاطلاق لان بدونه يفقد الفريق الروح الحماسية ويضعف من أدائه خلال المباراة ولكن يجب أن يتحلى المشجع بروح الصبر والترقب وابداء الرأي بصورة راقية لتحفيز اللاعبين وعدم الاضرار بنفسيتهم أو ادائهم خلال المباراة.

كما أرى أن المشجع لابد أن يتحلى بصفات الزهو والارتقاء أي لا ينساق وراء هتافات معادية لفريقه حتى لا يحدث اشتباك بين الفرق من خلال المشجعين. لقد آن الأوان لنبذ التعصب والالفاظ المسيئة؛ لأنها تفقد الاحترام بين الفرق وتخلق بينهم حالة من العنف والتوتر أثناء المباراة. لابد من تدارك الاعراف والتقاليد البالية في التشجيع، واعتقد أن رفع الاعلام والتصفيق والغناء أفضل الطرق وأمثلهم لبث الروح الحماسية. بالرغم من أنني كنت في حالة عزوف تام عن حضور أي مباريات لكرة القدم وبالرغم من أنني لست من متابعي فريق بعينه إلا أن الروح الحماسية التي وجدتها بالمعلب والاختلاف الواضح بين الحضور لمشاهدة المباراة في الملعب عن شاشات التلفاز جعلتني متحمسًا للحضور مرات ومرات لمتابعة فرق وأندية مختلفة عن قرب متمنيًا أن تسود بين مشجعي الفرق حالة من الاحترام المتبادل والروح الرياضية لتقبل فوز فريق عن الآخر ونبذ كل مظاهر العنف من الالفاظ أو اشتباك بالأيدي أو تشاجر لتصدير صورة مشرفة عن المشجع المصري الراقي الذى يحترم  ويقدر الآخر ويتقبل بروح رياضية الهزيمة دون حدوث أضرار أو خسائر داخل الملاعب. وبين ما هو موروث من عادات سيئة وثقافة غير مقبولة وبين ما هو مرغوب من سلوكيات جادة ومحترمة أتمنى أن أرى مشجعينا وفرقنا على أعلى مستوى وفي أحسن صورة.