رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

منذ أيام تمت إذاعة ان أمريكا سوف تخفض معونتها لمصر 290 مليون دولار, ثارت ثائرة المصريين, وفى الفضائيات يطلعوا يعملوا أبطال على حساب مصلحة الدولة, بل ويذهبوا إلى أن المعونة مبلغ تافة لا يمثل الكثير لمصر بل إن المبلغ المستقطع يادوب نجيب بيه

"بمب" العيد, ولم يسأل أحد كيف يتخذ قرار إعطاء معونة من أمريكا لدول أخرى ولم يشرح أحد للناس معنى استقطاع جزء من المعونة, مما أعاد للأذهان ما حدث فى عهد الرئيس عبد الناصر حيث بدأت المعونة الأمريكية لمصر منذ الخمسينيات فى عهد الرئيس عبد الناصر واستمرت حتى ساءت العلاقات مع أمريكا وحرب 1967 حيث انقطعت علاقات مصر بدول كثيرة, ونتذكر الفيديو الشهير لعبد الناصر وهو يسخر من تخفيض المعونة ويقول للأمريكان اللى مش عاجبه سياستنا يشرب من البحر, ثم جاءت هزيمة يونية 1967 لنعرف على الأرض من الذى شرب من البحر. ثم عادت المعونة بعد توقيع اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل فى كامب ديفيد برعاية الرئيس الأمريكى الأسبق جيمى كارتر, وأعطيت المعونة لكلتا الدولتين لتشجيعهما على المضى فى طريق السلام, وكانت قيمة المعونة 2 مليون دولار سنوياً لكلتا الدولتين, وبعد مضى 40 سنة على بدء المعونة فقد استفادت مصر بما يتجاوز 60 مليار دولار ما بين معونة عسكرية ومعونة اقتصادية, وآلية اتخاذ قرار المعونة هى أن تطلب الخارجية من الكونجرس إقرار المعونة لمصر بشقيها العسكرى والاقتصادي, ويناقش طلب الخارجية فى لجان الكونجرس ثم يتخذ الكونجرس قراره سواء باعتماد المعونة أو بتخفيضها, أى إن القرار فى النهاية للكونجرس وليس للحكومة, وبالتأكيد يخضع مثل هذا القرار للشد والجذب والصفقات السياسية وعناصر الضغط فى الكونجرس, وبالتالى

لا يعبر عن سياسة الحكومة الأمريكية ولا الرئيس الأمريكى. والآن يأتى السؤال ماذا نفعل؟ هناك طريقان الأول ما يفعله أغلب الإعلام وما تم فى عهد عبد الناصر وبالتأكيد سنصل لنفس النتيجة. والطريقة الثانية وهى أن نرسل وفوداً إلى أمريكا للتفاعل مع الحكومة والكونجرس ومراكز اتخاذ القرار فى أمريكا, وبدل المقاطعة العنترية نتفاعل مع متخذى القرار فى الولايات المتحدة ونشرح ظروفنا وأوضاعنا بعد ثورتين, والحرب على الإرهاب التى نخوضها منذ سنوات, والمؤامرات التى تحاك ضد مصر وجهودنا المضنية فى الحفاظ على الأمن والسلم فى الشرق الأوسط ودورنا الاقليمى  والمحورى وضرورة أن تظل مصر قوية متماسكة ومصلحة أمريكا فى أن تظل مصر حليفا للولايات المتحدة, وإن مثل هذه القرارات تقلل من ثقة المصريين فى الاعتماد على الحليف الأمريكى, نكلمهم بلغتهم التى يفهمونها وليس بطريقة طز, هكذا نكسب فى السياسة.