رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

هل هناك علاقة بين الإعلام والفساد؟ يمكن القول إن الإجابة تحتمل (نعم ولا). تكون الإجابة بـ«نعم» عندما ينحرف الإعلام عن مساره ويحدث خلل فى أداء وظائفه ونتساءل عن الإعلام المنحرف؟ وما شكل الخلل الوظيفى له؟ وبدون مقدمات يساهم الإعلام بأفكاره وبرامجه فى تكريس البيئة الفاسدة التى تبرر للمفسدين فسادهم، حيث يصبح الخلل الوظيفى نتيجة طبيعية للفوضى الإعلامية وفساد المؤسسات الإعلامية من الداخل نتيجة لمجموعتين من العوامل الأولى مرتبطة بالنسق القيمى السائد فى المجتمع والأخرى نتيجة الاختلال فى البناء الإدارى والمالى للمؤسسة الإعلامية.

ويتبادر إلى الذهن سؤال: من أين يأتى فساد المؤسسة الإعلامية؟ أرى أنه عدم وجود سياسة تحريرية يؤدى إلى الابتعاد عن الأداء المهنى وهذا الأخير يخلق أنماط سلوك قد تؤدى إلى الفساد حتى فى أبسط أشكاله، مثل لجوء الإعلامى إلى تسهيل ظهور ضيوف بعينهم دائماً مقابل خدمات ما قد تكون مادية أو معنوية بالإضافة إلى سيطرة الإعلان على الإعلام!

وقد يؤدى ذلك إلى تمكين الترويج الإعلانى من الهيمنة على الأفكار البرامجية، بحيث يصبح هدفها الجذب والإثارة بغض النظر عن الوظيفة أو الهدف حتى ولو كان على حساب قيم المجتمع وثوابته الأخلاقية ما تقدم قد يؤدى إلى تجميل صورة الفساد الاجتماعى، مثل برامج تروج لأفكار الدجل والشعوذة والنصب الإعلانى والاعلامى وإثارة الغرائز الجنسية والدخول فى مناطق شائكة تناقش الثوابت الدينية تحت زعم حرية التعبير كما قد يؤدى إلى فساد سياسى نتيجة التلاعب بعملية تشكيل الرأى العام عن طريق بث أفكار متطرفة مغلفة بمعسول الكلمات، مثل الحرية والديمقراطية.

وهناك أيضًا المذيع الناشط!! فقد يرسخ الفساد فى الذهن أنه الفساد المالى والاجتماعى فقط وأتصور أن الفساد هو أيضًا فساد الفكر، فبعض المذيعين ومقدمى البرامج يرون فى أنفسهم ناشطين سياسيين لهم أفكارهم وتوجهاتهم ومن حقهم أن يفرضوها على المتلقى فى برامج أحادية الجانب تمتد بالساعات هى أقرب ما تكون للمحاضرة منها للبرنامج التليفزيونى أو الإذاعى، وهذا أمر جانبه الصواب، فالناشطون السياسيون مكانهم الأحزاب السياسية وليس أمام الكاميرا أو خلف الميكروفون ويظل الناشطون السياسيون ضيوفاً للبرامج فقط فى إطار عرض الرأى والرأى الآخر.

وأنتقل إلى إجابة الشق الثانى من السؤال عن علاقة الإعلام بالفساد أجبنا بـ«نعم» فيما سبق ونجيب فى الشق الثانى بـ«لا» ونقصد بـ«لا» أن الإعلام يحارب الفساد والمفسدين ويتصدى لكل أشكال الفساد الإعلام يلقى الضوء على نماذج الفساد ولا يخاف فى قول الحق لومة لائم عندما يتحرر الإعلام من حالة الجدل التى تسيطر عليه ويتفرغ للبناء أو ما نطلق عليه الإعلام التنموى، هنا تتراجع فرص الفساد وتبدو فى الصورة فرص تكامل المجتمع من أجل التنمية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية وتصبح الوسيلة أفكارا برامجية تقدم عبر النوافذ الإعلامية المختلفة بشكل جاذب للمتلقى يرى فيه حياته وتطلعاته عبر الأثير فى الإذاعة والتليفزيون وكلمة أخيرة أن فصل الملكية عن الإدارة فى المؤسسات الإعلامية حافز على التصدى لأشكال الفساد فتدخل المالك فرد أو حكومة فى توجيه أو فرض السياسة التحريرية للمؤسسة الإعلامية قد يحبط القائمين بالرسالة الإعلامية ويبعدهم عن الأداء المهنى الأمر الذى يهيئ مناخاً خصباً لبيئة قد يتسلل إليها الفساد والمفسدون.