رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مجرد كلمة

ما قاله الرئيس الأمريكى ترامب فيما يتعلق بأمر الإفراج عن المواطنة الأمريكية من أصل مصرى آية حجازى فى مؤتمر حاشد، وافتخاره بأن هذا أهم إنجاز له خلال المائة اليوم الأولى من حكمه.. بمثابة إهانة لمصر، ولمؤسساتها، ومساس بسيادة الدولة المصرية، واستقلالية القضاء.

كنت أتوقع أن تنتفض السلطة القضائية ضد ما قاله ترامب.. كنت أتوقع قيام رئاسة الجمهورية بالرد على جريمة ما قاله ترامب وأعلنه.. كنت أتوقع قيام سامح شكرى أن يصدر بياناً من الخارجية المصرية تفند أو توضح أو تكذب ما قاله ترامب.. كنت أتوقع من إعلام المخبرين وفضائيات المال الأسود أن تطلق حناجرها. لكن الحقيقة أن الجميع التزم الصمت تجاه ما أعلنه ترامب ويمس سيادة القرار المصرى واستقلالية القضاء.

إن أهم إنجاز لترامب ومصدر فخره هو ما قاله حرفيًا، إنه نجح فيما فشل فيه أوباما لمدة ثلاث سنوات.. وهو استجابة الرئيس السيسى لطلب ترامب بالإفراج عنها، وأضاف أنه سأل آية حجازى عن وضع حبسها فردت عليه قائلة: الأفضل ألا تعرف.. إن هذه الجريمة التى قالها ترامب تعود بذاكرتنا تمامًا إلى فضيحة تدخل النظام حينها وكان فى ذاك الوقت وهو الإفراج عن 45 متهماً فى قضايا التمويل الأجنبى فى عام 2012.. إن قضية آية حجازى لا يجب أن تمر مرور الكرام خاصة فيما أعلنه الرئيس الأمريكى.. وهذا ليس اعتراضًا منى على سجنها أو الإفراج عنها، ولكن الاعتراض هو عن مدى احترام دولة المؤسسات.. وهل هذه الفتاة سجنت ظلماً ومعها سبعة آخرون لمدة ثلاث سنوات، أو سجنت على حق، وهنا كان الشافع لها جنسيتها الأمريكية من أصل مصرى.

نعم كان الشافع لها أحد رعاة البقر ترامب رئيس أكبر دولة فى العالم.. وكشفت عن مدى احترام رعاة البقر من حكام أمريكا لمواطنيهم شأنهم فى ذلك شأن كل الأنظمة المحترمة تجاه مواطنيهم.. وللأسف فإن آية حجازى التى خرجت من السجن ينتظرها حرس الشرف وهى تخطو نحو طائرة الرئاسة الأمريكية.. ويلتقى بها رئيس أمريكا فى المكان المعد لاستقبال رؤساء الدول وتجلس على نفس المقعد الذى جلس عليه السيسى قبل ذلك بأيام، لهو دليل على احترام الدول لمواطنيها, ودليل على أن استقلالية قرار حكامنا كلام على ورق وشعارات فقط.. وفى الوقت الذى خرجت فيه آية معززة مكرمة..  يقبع العديدون داخل السجون كل ذلك لأن هؤلاء مصريون يتصور البعض أنهم لا يجب أن يتمتعوا بالآدمية والإنسانية.

إن احترام أمريكا لمواطنيها جعل منها أكبر امبراطورية فى عصرنا.. فيما أن مواقف الحكام فى مصر بدءًا من تلك الفترة التى قدم فيها نابليون إلى مصر مرورًا بالاحتلال البريطانى وانتهاءً بحكام آخرين فى تاريخنا الحديث جعل الفقراء ينتحرون جوعًا ويقفون طوابير لبيع أعضائهم فى مستشفيات تجار البشر.. يا سادة بناء المواطن هو الذى يحدد إن كنا نعيش فى دولة أو أشباه دولة.