مجرد كلمة
قلناها وسنقولها في توصيف ما يعيشه المواطن المصري ونعيد هنا التأكيد عليه مرة ثانية رغم نشره منذ فترة غير قليلة، فلم يتغير شيء.
تنمية بطعم إفقار وتجويع وتمويت شعب.. تنمية بزيادات جنونية فى الأسعار تلهب ظهوراً وتحرق بطون البسطاء والفقراء والجوعى، دون أن تمس رجال أعمال لصوصاً نموا فى عهد لجنة السياسات وتصدروا الصفوف.. وفرضوا الرسوم والضرائب على محدودى الدخل دون أن تعود أموال الشعب إلا مجرد بقايا من عطايا حسين سالم فاسد مصر الأول فى كل العهود.
تنمية بطعم الجوع على حساب كسرة خبز لمواطن بسيط يبحث عنها فى صناديق القمامة.. التى أصبحت تتسيد الشارع والأرصفة.. تنمية على حساب علبة دواء لمريض لا يملك من أمره شيئًا.. تنمية على حساب وانهيار مرافق الصحة حتى أصبح لا يوجد سرير فى العناية المركزة لمريض أصبح على مقربة من ترديد الشهادة نتيجة حجم الأمراض أو حادث أو ذبحة أو أزمة قلبية أو نزيف فى المخ.
تنمية على حساب عدم وجود حضانة لمولود أوشك على الموت وهو قرة عين والديه.. تنمية على حساب تعميم الجهل وتغييب العقل والوعى.. تنمية على حساب مريض وجائع وفقير دون أن تمس أموال لصوص البلاد.. ودون أن تكون هذه التنمية عقبة فى مضاعفة مرتبات السادة أعضاء الحكومة والبرلمان والمحافظين ورؤساء الشركات والكهنة وأسياد الشعب دون باقى الشعب.
حقًا إنها تنمية راح ضحيتها مرضى وجوعى وفقراء ومحدودو دخل فى الوقت الذى يتسيد منافقو النظام الشعب.. حقًا انهم يحدثونك عن التنمية وإنشاء الكبارى ومد الطرق، لكنهم تناسوا أن هذا ليس من إبداعهم.. بل من قوت ودواء المرضى الذين انتقلوا إلى المقابر وإلى الجوعى الذين يهيمون على وجوههم ومن زيادات أسعار جنونية ومن فرض ضرائب مجنونة.. ويوم أن يتحدث أحد عن مليارات الفساد يشوه تاريخ أجداده وآبائه من قدماء المصريين.
حقا انهم يتحدثون عن تنميتهم كما يتحدثون عن الحرية.. وما أدراك ما الحرية.. إن الحديث يجرى بشأنها فى الوقت الذى يتم فيه بناء وتشييد سجون جديدة فى الوقت التى أعلنت فيه دول كثيرة إغلاق سجونها لعدم وجود نزلاء بها.. يحدثونك عن لم شمل وأن البلد للجميع فى الوقت الذى يقسمون فيه الشعب بين أهل ثقة وبين أهل رأى.. وأهل الرأى لا مكان لهم وأهل الثقة هم أسياد المجتمع.. حريتهم بطعم القهر والذل.
تمامًا أليس هم من يرقصون طربًا لانتصار الروس فى مذبحة حلب حاملين صور بشار الجزار الذى لم يطلق رصاصة واحدة على إسرائيل لتحرير الجولان منذ حكمه حتى الآن، وكل بطولاته تنحصر فى إبادة شعبه بعد توافق ترامب وبوتين وإيران.. فداعش صنيعة الأمريكان وبشار صناعة الروس وإيران.. وهنا أهل القهر يمجدون بشار، لأنه من مدرسة قهر يشعرون بالحنين إليها.. نعم إنها تنمية بطعم الموت وحرية بطعم القهر.