مجرد كلمة
يردد البعض أن الحكومة المصرية تسعى للتعاقد مع إحدى الشركات لتحسين صورة مصر فى الخارج.. وأعتقد أن سمعة الدولة وتحسين صورتها لا يأتى أبدًا من خلال شركات التسويق العاملة فى تحسين صورة الدول. خاصة إن كانت الأوضاع غير مطابقة لمادة الدعاية.. والأفضل أن يتم صرف قيمة هذا التعاقد فى إصلاح الأوضاع على أرض الواقع.. سهل جدًا أن تحسن مصر صورتها فى الخارج فى حال احترامها لحقوق الانسان وانتهاء عصور القمع والتعذيب وإهدار كرامة الانسان.. بدلًا من أن تلجأ للفتك وإقالة رئيس لجنة حقوق الانسان النائب محمد أنور السادات من رئاسة اللجنة لمجرد مطالبته بقيام اللجنة بدورها فى زيارة السجون كجزء من عملها الأصيل.. أو الإطاحة به من البرلمان لمجرد أنه مارس دوره الرقابى وقدم طلبات الإحاطة.. وهو أمر لم يحدث لرؤساء لجان ساهموا فى دخول أغذية فاسدة إلى أرض الوطن وتاريخهم فى ذلك مسطر فى وسائل الرقابة.. سهل جدًا تحسين صورة مصر فى الخارج لو كانت الدولة حققت فى جرائم إهدار المال العام التى أعلنها رئيس أكبر جهاز رقابى بدلًا من التحرش به وجرجرته للمحاكم.. سهل جدًا تحسين صورة مصر فى الخارج عندما تعطى الأولوية لمرضى يصارعون الموت فى ساحات المستشفيات وعلى أرصفة الشوارع لعدم وجود أسرة أو أدوية ويتساقط يوميًا منهم الكثير. والحكومة تعيش فى حالة لا مبالاة ضاربة بمواد الدستور عرض الحائط.. إن الإقدام على الانتحار نتيجة حالة الجوع هو أكبر دعاية سيئة لدولة نهبت أموالها من خلال سيطرة حزب فاسد أذاق البلاد فسادًا واستبدادًا.. وللأسف وبقدرة قادر يتحول فاسدو هذا الحزب لوعاء يستمد منه النظام الحالى نماذج فى كافة مرافق ومؤسسات الدولة، صعب جدًا التسويق لحكومات وأنظمة تحاول فرض قبضتها الحديدية وخنق منابر الحريات وإشهار سيف الترغيب والتهديد لها.. صعب جدًا سيطرة المال السياسى والفاسد والأجهزة الأمنية لتشكيل مؤسسات الدولة النيابية وغيرها مستخدمة قنوات منزوعة الحيادية.. تحسين صورة مصر لن يتم إلا برؤية سياسية فاهمة ومدركة للأوضاع الخطيرة نتيجة عدم وجود اقدام لإصلاح سياسى حقيقى وحكم رشيد.. إن حالة الخوف والرعب التى دفعت أصحاب العقول والرؤى والفكر إلى خارج البلاد و تجنب واختفاء البعض الآخر عن المشاركة بسبب المناخ القاتل رغم أن هؤلاء غير محسوبين على فصيل ما أو حزب ما هو أمر خطير لا تعرفه إلا دول تحكمها أنظمة وحكومات لا تقبل إلا الرأى الواحد.. والصوت الأوحد. إذن تسويق فى الخارج متناقض لأوضاع سيئة يعرفها الخارج أكثر.. لن تقنع الخارج وأيضًا لن تقنع أجيالًا غير قابلة لتسليم عقولها إلى إعلام مضلل لأن نوافذ المعرفة والاطلاع على ما يحدث داخليًا وخارجيًا واحداث المقارنة يجعل حكم هذه الأجيال على الأوضاع غير خاضع لرؤية أو توجيه أو تسويق اعلام أجوف.