رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

مرت ست سنوات على ما أصطلح على تسميته 25 ثورة يناير، ومازال الجدل مستمراً خاصة بين ما يسمى «النخب السياسية» حول هل كانت ثورة أم لا؟ ووصل النقاش الشوفينى أحياناً إلى اعتبار ما حدث فى 25 يناير عام 2011 لم يكن ثورة بل كان مؤامرة ضد الشعب المصرى واستقرار الدولة المصرية ولذلك أتصور أنه آن الأوان لكى نناقش الأمر بهدوء وموضوعية حتى لا تتوه الحقائق وسط كم من سيل الأكاذيب التى يتبناها البعض متعمدا لتشويه التاريخ أو يتبناها بحسن نية من فعل تكرار ما تردده الآلة الإعلامية.

وعلى كل حال من حقك أن يكون لك رأى مختلف عن الآخرين ولكن ليس من حقك أن تفرض هذا الرأى عليهم أو تعاديهم لأنهم لا يتبنون وجهة نظرك، هذا هو حال المجتمع المصرى منذ فترة طويلة، وهناك قطاع عريض يرى أن مثالب ثورة 25 يناير كانت أكثر مما عاد منها على الوطن من فوائد وهو رأى -نقدره ونحترمه- ولكن قول إنها كانت «مؤامرة» أمر يجب التوقف أمامه قليلاً، خاصة أن كثيرين ممن يقولون ذلك قالوا فى حينها إنها «ثورة» ولكنهم غيروا رأيهم الآن ولست أدرى هل هذا من باب النفاق أو أنهم اكتشفوا جديدا جعلهم يعيدون النظر فى موقفهم؟

الرئيس عبدالفتاح السيسى أعلنها صراحة أنه مع ثورتى يناير ويونيه منذ اللحظة الأولى لتوليه مهام قيادة التغيير فى مصر، وبالتالى من ينافق لا ينافق النظام الحالى لكنه يحاول تشويهه بمحاولة خلق تناقض بين الحدثين (25/ 30) ومن الناحية الواقعية هما يعتبران مداً ثورياً لحركة تغيير كانت حتمية وقتها، والغريب أن البعض انجرف وراء توجه أن 25 يناير كانت مؤامرة لإخفاء وجه الثورة من الصورة وربما محاولة البعض الآخر الإبقاء على وجه ثورة يونيه فى صورة المشهد العام، خاصة أن هذا يتسق مع طى صفحة حكم الإخوان لمصر وتجاهل هؤلاء وهؤلاء أن التاريخ لا يتجزأ أو يمكن النظر إليه بعين واحدة!

وما لاشك فيه أن الحاجة إلى التغيير السياسى فى يناير 2011 كانت ضرورة فرضتها تطورات الأحداث بالبلاد بعد أن تفشى الفساد نتيجة تزاوج السلطة بالمال السياسى فى آخر سنوات حكم الرئيس الأسبق حسنى مبارك، وبالتالى استمراره فى الحكم كان يعنى إهلاك المزيد من مقدرات الشعب لصالح فئة قليلة من منتفعى النظام والمجموعة التى كانت على قمة الحزب الوطنى الحاكم فى ذلك الوقت.

ومن المؤكد أنه لم تكن البداية توحى بوقوع ثورة لكن تلاحق الأحداث وتسارع إيقاعها هو الذى قاد إلى الاتجاه نحو احتمالية التغيير الشامل واستمر فى الأيام الأولى من الثورة ثم سرعان ما ركب الإخوان الموجة واختطفت الثورة جهاراً نهاراً بعد يوم 28 يناير، وتحول مفهوم الثورة إلى مفهوم للفوضى، حيث كانت الثورة على النظام الذى اعتراه الفساد ولكن الفوضى كانت ضد الدولة، ويبقى جانب مهم من أين جاء مفهوم المؤامرة؟ الامر الذى ساهم فى إحداث تغيير وجه نظر البعض لما حدث فى 25 يناير أو على وجه الدقة ما حدث بعد 25 يناير وللحديث بقية!!