رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

فى وسط الزخم العالمى بفوز مرشح الحزب الجمهورى «دونالد ترامب» برئاسة الولايات المتحدة الأمريكية، وجدتنى أفكر بزخم أيضاً فيما يسمى بـ(النظام العالمى الجديد)... ذلك المصطلح الذى استخدم منذ أربعة عقود تقريباً، حيث بدأ بعض دول العالم الثالث ودول عدم الانحياز المطالبة بنظام عالمى جديد لتغيير وتطوير الوضع الدولى القائم آنذاك فى مطلع الخمسينات، من أجل توسيع قاعدة المشاركة الدولية، إلا أن هذا المفهوم بطبيعة الحال قد تبخر تماماً، وذلك لعدم استجابة واقتناع الدول الكبرى به نظراً لتعارضه مع مصالحها. إلى أن جاء «جورج بوش» الأب إلى سدة الحكم فى الولايات المتحدة، وقام بوضع المفاهيم الأولى الغامضة لذلك النظام، والتى أوضح بعد ذلك «تونى بلير» بعضها، ومؤخراً وضع «باراك أوباما» النقاط على الحروف.

وبعبارات أخرى نستطيع القول بأن هذا «النظام» بدأ من حيث انهزمت الشيوعية وانتهت إمبراطورية الشر التى استندت إليها، فظهر نظام جديد مؤيد لانتصار الرأسمالية الغربية ونظام العولمة، معلناً هدم النظام الدولى ثنائى القطبية، ليتجلى نظام أحادى القطبية سمحت فيه أمريكا لنفسها بارتكاب كل أنواع الشرور رافعة شعارات الديمقراطية والحرية والعدالة والمساواة... وغيرها من المبادئ، وكلها كلمات حق ولكن الولايات المتحدة أرادت وتريد بها باطلاً.

فذلك النظام العالمى الجديد الذى تتزعمه أمريكا ما هو إلا استمرار للنظام الاستعمارى القديم، والذى تجرعت وتتجرع الإنسانية ويلاته كل لحظة فى معظم بقاع الكرة الأرضية، ويحضرنى وأنا أكتب تلك الكلمات مشاهد تفتيت دولتين من أقدم وأعرق دول المشرق العربى الذى بات حزيناً، فقد أصبحت العديد من دوله فى خريف دائم، وكم يشعر قلبى بالوجع والحسرة لحصار العراق وتدمير جيشه وترويع أهله وقتل أطفاله ممن لا يجد الكثير منهم اللبن والدواء.. على أيدى «داعش» الإرهاب الأمريكى، ويزيد القلب وجعاً مشاهد الدمار والخراب فى سوريا وخروج أكثر من 12 مليون مواطن سورى ما بين لاجئ ونازح، تعتلى أعداد منهم مراكب الهجرة غير الشرعية وتحتضن البحار أجسادهم بعد أن تكون قد فارقت الحياة فى رحلتهم للبحث عن الحياة بعد أن لفظهم الوطن.

فقد أدى هذا (النظام) بلا شك إلى إفقار العالم، ليس الفقر المادى فحسب، ولكنه الفقر السياسى والفكرى... حيث قام باقتسام البلاد ونهب ثروات الشعوب، (وكمثال فقد أشرنا وتحدثنا فى مقال سابق عن حرب الأفيون الأولى والثانية التى قادها هذا النظام العنصرى الاستعمارى وحقق من ورائها مكاسب اقتصادية وثروات ضخمة)، إنه نظام غاب عنه المعنى السياسى، حيث أنهى عصر الأفكار وبدأ التكريس لعصر الصراعات الذى حلت فيه الأصوليات الدينية مكان التيارات الفكرية.

وفى ذلك السياق جرت الانتخابات الأمريكية الأخيرة، والتى فاز فيها «ترامب» تلك الشخصية المثيرة للجدل والتى تعبر عن روح الزمن، والذى على ما يبدو أنه لا يريد العولمة بمفهومها المعروف، ويؤمن فى نفس الوقت بعقيدة 1% على حد تعبير الكاتب «رون سوسكند»، بمعنى إذا كان هناك احتمال ولو 1% فقط لأى شىء يحدث لأمريكا، فإنه يجب على أمريكا أن تفعل كل ما ينبغى لها أن تفعله كى ينزل الواحد فى المئة إلى الصفر.

فهل سيتغير بعض معالم أو توجهات النظام العالمى فى ظل الحكم الترامبى؟!