رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مجرد كلمة

لأنه أعرق الأحزاب فى تاريخ الأمة المصرية والعربية كافة.. ولأنه الحزب الذى دخل عقل وقلب كل الباحثين عن استقلال الأوطان والحريات وحقوق الإنسان والحكم الرشيد، فتحول من حزب إلى أمة ومن برنامج وطنى يلتزم به إلى ضمير وطنى لا يموت.. ومن ملك لأعضائه إلى ملك للأمة بأسرها.. ومن هنا أصبح الوفد ملك الأمة وأصبح الحزب ضميراً للأمة، فيوم ولد الوفد من رحم أمه كان أول كلمة له فى وجه المحتل: «ارحل»، رغم أنه لا يوجد بين المخلوقات من تحدث يوم وُلد إلا سيدنا عيسى عليه السلام، عبدالله ورسوله، عندما ذهب القوم يوماً سائلين أمه عنه.. سيدتنا مريم العذراء عليها السلام.. (فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِى الْمَهْدِ صَبِيًّا)[مريم: 28- 29] فأنطق الله بقدرته المسيح (قَالَ إِنِّى عَبْدُ اللَّهِ آتَانِى الْكِتَابَ وَجَعَلَنِى نَبِيًّا وَجَعَلَنِى مُبَارَكاً أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِى بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا وَبَرًّا بِوَالِدَتِى وَلَمْ يَجْعَلْنِى جَبَّاراً شَقِيًّا وَالسَّلَامُ عَلَى يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا) صدق الله العلى العظيم.. ويوم أراد الوفد النضال لم يقل كما قال بنو إسرائيل لسيدنا موسي عليه السلام: (فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ) (المائدة)، بل تقدم «الوفد» صفوف الأمة شيوخاً وشباباً، نساء، ورجالاً، فارتوى تراب مصر بأزكى دماء فى مدن المحروسة وقراها ومدارسها ومصانعها وحقولها تحت راية استقلال الوطن من محتل بغيض، رايته فيها الاستقلال حتى إن هناك من المدن من أعلنت استقلالها وهى ما تعرف بجمهورية زفتى بقيادة ابنها البار الوفدى يوسف الجندى، ومن هنا أصبح الوفد ملكاً للأمة، وإذا كنت أقول رأيى داخل مؤسسة الوفد وعلى صفحاته فإيمانى بأن الوفد ملك الأمة يجعلنى أنادى من هذا المنبر، الوفد، بأن يتوجه للأمة، قراها قبل مدنها وحاراتها قبل ميادينها، فلاحيها وعمالها قبل نخبتها ومثقفيها.

 إن «الوفد» الذى لم يعرف عن فترات حكمه سوى استقلال الوطن وجهاد متواصل من زعيمه الأول ومؤسسه سعد زغلول إلى خليفته مصطفى النحاس ولم تتلوث حكوماته بفساد أو استبداد، مثلما من حكموا البلاد بعدهم حتى الآن، كما لم يعرف عن «الوفد» منذ عودته على يد فؤاد سراج الدين ورجله الثانى نُعمان جمعة انحرافاً عن حق الوطن فى حريته وحق شعبه فى حكم رشيد لا يعرف للفساد أو الاستبداد طريقاً، يحتم علينا ضميرنا أن ينزل الوفد إلى أرضه الخصبة التى لم تكن بوراً يوماً من الأيام ليروى من مبادئه هذه الأرض، بعيداً عمن تلوثت أيديهم وكانوا قواعد لحزب أذاق البلاد فساداً ومرضاً وقهراً وفقراً وذلاً، إن أرض مصر شعبها وشبابها تتشوق إلى حكم، حكم اُستجوب فيه رئيس وزراء عن «فرو» اشتراه لزوجته، هكذا كان استجواب مكرم عبيد لمصطفى النحاس، فقد أتت علينا عهود سُخّر فيه البرلمان للفساد والاحتكار وقهر وتعذيب الإنسان، وبيع الأوطان، هذا هو الشعب، فأين أنتم منه، انزلوا إليه، فلم تكن أرض الوطن يوماً بوراً.