رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كلام

إذا أمطرت وجه شخص بالماء- حتى علي سبيل المزاح- تجد من يذكرك بالمثل الشعبي المصري الذي يقول: «رش المية عداوة» لينهاك عن فعلك. وهذا المثل يؤكد ما يحدث من مشاحنات ومشاجرات، تتطور أحياناً لتصل إلى حد الضرب وربما القتل بسبب «رشة مية» علي وجه شخص، أو أمام منزل جار خاصة في الريف.. والأمر في المملكة العربية السعودية يختلف تماماً عما هو عندنا، فهناك في السعودية «رشة المية» حفاوة هكذا تفعل الحكومة، وهكذا يفعل السعوديون مع الحجيج من ضيوف الرحمن فتجد أن الدولة قد وفرت أعداداً كبيرة من المراوح والرشاشات المائية حول الحرمين وفي أماكن المناسك لترطيب الجو والتخفيف عن الحجاج الذين أتوا من كل بقاع الأرض متعبين

.. ووجد كثير من السعوديين في تلك الفكرة وسيلة لكسب الثواب فحملوا رشاشات مياه كتلك التي نستخدمها في رش الزجاج لتنظيفه يعبئونها بالماء البارد المثلج ويرشونه علي من يقابلهم من الحجاج في الشوارع والطرقات بالمشاعر المقدسة ولم ينفرد الشباب السعودي بهذا العمل وحدهم بل شاركهم فيه كبار السن حتي إن رجال الشرطة المنتشرين في كل خطوة كانوا يرشون المارة أمامهم تعبيراً عن حسن الرفادة.

ووزع السعوديون أكثر من 25 مليون عبوة مياه شرب علي حجاج بيت الله خلال موسم الحج حتي ان بعضهم كان يلقي هذه العبوات علي المارة كنوع من التعبير عن حسن الضيافة.

وفي مصر- كما قلنا- يختلف الأمر عنه في السعودية فعندنا ننهي عن «رش المية» وعندهم يحضون عليها لتكتمل صورة باتت جيدة لموسم الحج هذا العام الذي فاق الأعوام السابقة في حسن التنظيم علي وجه يقارب حد الكمال إلا قليلاً ولولا تصرفات مسيئة لبعض السعوديين المتهورين غير المؤهلين للتعامل مع ضيوف الله في أقدس بلاد الله لكانت الصورة أفضل وأجمل مما أصبحت عليه.. فمن غير المقبول أن تجد شرطيًا يعامل الحجيج بتعالٍ وتجاهل وجهل ومن غير المقبول أن تجد مطوفاً سعودياً مثل المطوف المخصص لحجاج مصر الفرادي يعامل الحجاج بحدة وغطرسة ويوجه لهم السباب ويظهر عدم اهتمام بهم ويتجاهل مطالب الناس الشرعية البسيطة وتوفير سكن لهم في عرفات ومني ليليق بضيوف الرحمن، ومن غير اللائق أن تجد شاباً متهوراً يقود سيارته بسرعة في شوارع تغمرها المياه الراكدة فتتناثر المياه القذرة لتلطخ ملابس الحجاج البيضاء بالطين في صورة شاذة تجعل «رش المية عداوة» وليس «حفاوة»