مجرد كلمة
الجيل الثاني من صبيان مجموعة تزاوج السلطة بالثروة التي اضاعت تاريخ مبارك ومرمطت به الارض.. رغم أنه لاينكر عاقل أن لمبارك تاريخا عسكريا فهو مقاتل وقائد منتصر في حرب 73 ضمن قادة الحرب الرئيسية.. الجيل الثاني بدأ يتكاثر في الاحزاب وبقوة خاصة بعد عودة السادة أباطرة وحيتان المال الحرام الي الساحة السياسية واصبحوا في قلب مطبخ الحكم... فهم يتصدرون الآن المشهد السياسي بقوة.. تجدهم في الصفوف الامامية لرأس النظام.. هم الآن يسيطرون علي المال والاقتصاد والاعلام ووردوا للبرلمان أنفارًا.. ويصدرون وزراء للحكومة في عالم الاستثمار والفساد.. عاد جميع اللصوص.. وقريبا سيعود حسين سالم بفرقة رشيد وبطرس غالي.. ومع نزولهم من سلم الطائرة سيجدون سلاماً رسمياً وتعظيم سلام.. الجيل الثاني من صبيان مجموعة تزاوج السلطة بالثروة اصبح لا يعنيه شيء الا الموافقة والبصم علي اي شيء علي حساب الوطن والحق والدستور.. الجيل الثاني من صبيان مجموعة تزاوج السلطة بالثروة الذي انتشر في الاحزاب اصبح له وظيفة تقديم التبريرات لخطايا يرتكبها في حق الامة.. فهل يعقل ان تفاجأ بمن يبرر موافقته علي موازنة ولدت لقيطة.. لا دستور يعترف به.. ويقولون وماذا لو رفضنا.. ناسيًا انه برفضه لن يخرج علي خطي عظماء الساسة وانه سيحترم نفسه اولا ولن يكون اداة للبصم علي اي قانون او اتفاقية، متجاهلا ان اقرار الموازنة هو ضمن الوظائف الرئيسية لمجلس النواب طبقا للمادة 101 من الدستور.. متجاهلا انه برفضه يحترم قسمه علي الدستور وعهده للأمة.. فالدستور في مادته 124 ينص علي عرض الموازنة علي مجلس النواب قبل بدء السنة المالية ب 90 يوما.. وهو ما لم يحدث.. ما يعني وصول موازنة لقيطة لا اب لها اسمه الدستور.. طبقا للمادة سالفة الذكر.. اضافة الي التدليس والتحايل وافتراض الغباء في امة لا يعلو فيها صوت فوق صوت عسكري الدرك.. بعد ان تحولت برامج الفضائيات لحاملي الطبل ونافخي الزمر.. فعندما انتبه مشرع الدستور لانهيار الصحة والتعليم والبحث العلمي، قرر رفع النسبة في موازنتهم.. في مواده 18 و21 و23 نظرا لحالة التردي والانهيار التي شابت هذه المرافق.. وكان وقتها موجودا فى المستشفيات العسكرية والشرطة وغيرها والمراكز التعليمية.. لكن التدليس كان واضحا ومفضوحا للتهرب والتحايل علي هذه النسب وابقاء الوضع علي ما هو عليه... بعد الاعلان عن دمج مؤسسات لم تكن ضمن موازنة هذه المرافق من قبل.. الجيل الثاني من صبيان هذه المجموعة التي دمرت عصر مبارك بدأ يتمدد لإنهاء حياة اقتصادية او برلمانية سليمة.. معتمدا في ذلك على انه ليس امامه الا رضاء أولي النعم.. المهم ان يحظي بنظرة من وزير او حكومة.. يا حضرات.. ان التوقيع علي موازنة منتهكة دستوريا.. مثل الطبيب الشرعي الذي بصم ووقع علي وفاة جنائية بأنها وفاة طبيعية.. والذي رفض موازنة منتهكة دستوريا هو مثل الحر الذي رفض ان ينسب له ابن ليس من صلبه... ومن يعتقد ان الجيل الثاني من صبيان مجموعة تزاوج الثروة بالسلطة ستكون سندا لأسيادها اللصوص الذين عادوا الي اماكنهم سالمين غانمين... فهو واهم.. فعندما تضيق وتوصد ابواب الحق.. وعندما يشتد ظلام الليل.. يطل نور الفجر.