رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

مجرد كلمة

هل طاف في خيال الرئيس حسني مبارك رئيس جمهورية مصر العربية طوال مدة ثلاثين عاما برهة من التفكير أن يمتلئ يوما ميدان التحرير وميادين الجمهورية بثورة تكون طليعتها قلة من الشباب المثقف ومن الطبقة المتوسطة احتجاجا علي حكم تزاوجت فيه السلطة بالثروة لتكمم الأفواه وتعد قوانين اغتيال الحريات والصحافة وتضرب الإشراف القضائي علي الانتخابات وتسحق العدالة الاجتماعية وتدوس فوق الكرامة الإنسانية .. هل طاف بخيال أحد قادة حرب أكتوير الرئيسيين ان يخرج هذا الشعب عليه، رغم أنه بدأ عهده بالإفراج عن معتقلي سبتمبر واستقبلهم في مقر الحكم وفي قاعة عرشه قبل ان يذهبوا من السجن الي بيوتهم وكان علي رأسهم فؤاد باشا سراج الدين والكاتب محمد حسنين هيكل، كما انه صاحب قرار اقامة اشهر مؤتمر اقتصادي عقب توليه الرئاسة .. والسماح ببدء حياة حزبية جديدة كانت باكورتها انتخابات برلمانية لسنة 1984 حصل فيها الوفد علي 57 مقعدا وسمح للإخوان بدخول المجال السياسي والبرلماني .. هل طاف بخيال الرئيس مبارك والجماهير تؤيده في المصانع والمحافظات حتي لو كانت معدة لذلك أن يأتي يوم تخرج فيه الجماهير غاضبة عليه وعلي حكمه وعلي أبنائه وعلي كهنة عرشه .. رغم القبضة الحديدية من زكي بدر الي حبيب العادلي.. يا قلبي لا تحزن ... هل طاف بخيال الرئيس مبارك وهو يوقع التعديلات الدستورية المرعبة وبها مادتان كفيلتان بضرب الاشراف القضائي ووأد الحريات ان يحاكم مبارك يوما ويوضع خلف الاسوار؟

هل طاف بخيال الرئيس محمد مرسي الذي جاء عقب اول انتخابات رئاسية ولو لحظة انه لن يكمل مدته الانتخابية .. هل طاف بخياله ذلك ولو لحظة وميدان التحرير لا وجود فيه لموضع قدم وهو يخطب فيه عقب انتخابات الرئاسة والهتافات تهز جنبات الميدان .. هل طاف بخيال الرئيس مرسي وهو يوقع اعلانا دستوريا فيه مادتان كفيلتان بضياع وتوقف الحياة السياسية لكل من اطلع عليه، حتي لو كان مؤقتا. أن يتبدل حال ميدان التحرير من التأييد الي الرفض من مصريين .. هل طاف بخيال أحد أن الحكم سينتزع من قبضة مرسي والاخوان المنظمة ... هل طاف خيال القاصي والداني أنه ممكن أن ينتزع مرسي من بين هؤلاء ليحاكم داخل السجن .. ويوضع خلف الأسوار ... هل طاف يوما بخيال زكي بدر وزير الداخلية في عهد مبارك وصاحب المقولة الدموية الضرب في سويداء القلب أن تأتي مانشيتات الصحف القومية والمستقلة والمعارضة لتقول اقالة الطاغية زكي بدر بعدما كان نجم النجوم وصاحب النفوذ الأول ان يمنعه ضابط صغير من دخول مجلس الوزراء يوما .. هل طاف بخيال حبيب العادلي صاحب اطول مدة قضاها وزيرا في الداخلية ان يأتي اليوم الذي يضع يديه داخل قبضة حديدية ليقوم ويجلس بأمر جندي وينام بأمر أمباشي ويصحو بأمر شاويش ويحاكم في حراسة ضابط صغير.

 لا والله، لم يطف بخيال كل الطغاة والجبابرة  يوماً ولو لبرهة ان قلة من الناس تكون طليعة الأمة تطالب برحيلهم .. يذوب الحديد تحت صيحة غضب الشعب .. وتنهار قوة الرصاص امام صدور طالبة لحقها في الحرية والكرامة الانسانية .. بناء الوطن يبدأ بالإنسان .. وبناء الانسان يبدأ بعزته وكرامته وحريته .. وبناء الولاء للأوطان يبدأ بالعدالة الاجتماعية ... أيها الطغاة هل طاف بخيالكم يومًا ان التاريخ ممكن أن يعود مرة أخري ... أيها الأغبياء نعم التاريخ يكرر نفسه... وبالذات مع أغبياء لم ولن يتعلموا لا من تاريخ ولا  من الجغرافيا ..