رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

نظرة تأمل

سواء اتفقنا أو اختلفنا تتعرض المنطقة العربية لمخطط تم رسمه بدهاء منذ سنوات وشاركت في صنعه أطراف إقليمية ودولية تستهدف به إعادة رسم خريطة الشرق الأوسط بشكل يعيد إلى الأذهان اتفاقية (سايكس بيكو) التي قسمت العالم العربي بين قوى الاستعمار التقليدي في أوائل القرن العشرين مع الفارق أن التقسيم الجديد يستهدف تفتيت دول قائمة ومستقلة وتحويلها إلى دويلات بغرض إضعافها ومن أجل تكريس سياسة انعزالية تحول الأمة إلى جزر منعزلة وهو المطلوب من هذا المخطط.

وما نشهده في العديد من الدول العربية شمالا في سوريا والعراق وجنوبا في اليمن والسودان وغربا في ليبيا أكبر دليل على أن المخطط قائم ومستمر، ومن الملاحظ أنه بعد توقيع اتفاق الغرب النووي مع إيران برزت أمور تعكس دورا إقليميا (مرسوما) لإيران في المنطقة مثيرا للجدل غير ان هذا الدور يصب في صالح المخطط المذكور!!.

والجديد ان هذا الدور يأتي من منطلق طائفي وكأن الخلاف السني - الشيعي جاء وليد اللحظة رغم انه موجود منذ مئات السنين، إلا أن السؤال الذي يطفو على السطح لماذا يريد البعض تفجير وتعميق هذا الخلاف الفقهي اليوم؟؟ اجابة السؤال واضحة وبعيدة كل البعد عن الجدل الفكري المتعلق بالتقاطع الطائفي اذا جاز التعبير لنصل الى صورة سياسية وليست طائفية من وجهة نظري تستهدف تنفيذ (سايكس بيكو) جديدة عن طريق استغلال القرارات المرتبطة بالشئون الداخلية - وهي أمر طبيعي- في كل الدول لافتعال مواقف وإثارة صراعات سياسية تبرر التدخل في هذه الشئون الداخلية.

ويمكن القول إن ما قامت به المملكة العربية السعودية مؤخرا من تنفيذ أحكام القضاء في عدد من الارهابيين كان اجراء وطنيا متسقا مع قواعد العدل والقانون فيها، ومن أجل الحفاظ على استقرار الدولة وحماية أمن البلاد وهذا في تقديري حق أصيل لأي نظام سياسي مستقل القرار، ومن هنا ما حدث من اعمال عدائية من قبل ايران ضد السعودية اعتراضا على تنفيذ حكم محكمة بإعدام مواطن (سعودي) شيعي تمت إدانته وصورت طهران الواقعة على ان ماتم جاء في حقها وحق مواطنيها وضد الشيعة رغم انه شأن داخلي سعودي.

ومن الواضح أن طهران حاولت ان توظف الحدث سياسيا رغم ان المملكة العربية السعودية وهي حاضنة كل المسلمين في العالم وما شاهدته بعيني رأسي في الاراضي المقدسة ليس هناك أي تفرقة بين الطوائف الدينية الجميع مسلمون لهم مالهم وعليهم ما عليهم في اطار الالتزام بالنظام والقانون نقول لم تتدخل يوما في الشأن الايراني.

ويمكن تفسير السلوك الايراني الاقليمي الذي يتسم بالعداء للعرب عامة ولدول الخليج العربية خاصة أنه قد تبلور أكثر بعد دعوة الرياض إلى انشاء تحالف اسلامي ضد الارهاب، وكان بحكم المنطق ان تكون الدولة الايرانية عضوا رئيسيا فيه ولكنها اكتشفت أن مثل هذه التحالفات يمكن ان تكشف حقيقة الدور الايراني في المنطقة وتعري مواقف أطراف تحسب على الشرق الأوسط ومنطقة الخليج ومنها النظام الايراني الذي ارتضى لنفسه أن يصبح أداة لزعزعة الاستقرار بدول العالم العربي، وهنا يبرز سؤال ما هو مبرر إيران للقيام بهذا الدور؟

ليس من صالح الدولة الايرانية تعاظم ونمو أي قوى اقليمية بالشرق الأوسط متقاطعة سياسيا معها لأن طهران منذ البداية رفضت التعاون مع الدول العربية من موقف الندية وصبغت الخلاف العقائدي بصبغة سياسية سواء في العراق أو سوريا أو لبنان أو اليمن، ومن ثم تفجر الموقف في هذه الدول قد حولها إلى بؤر توتر مزمنة وترتبط استمراريتها بمصالح الدولة الايرانية الاقليمية.