رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

نظرة تأمل

من حق كل إعلامي مصري أن يشعر بالفخر لأنه أصبح له نقابة مهنية تدافع عنه وتصون كرامته وتحمي حقوقه وترتفع بمستوى أدائه وتغلق الباب امام من يريدون جعل مهنة الإعلام مهنة من لا مهنة له ولا شك أن عام 2016 سوف يشهد نهاية لحالة الفوضى التي سادت الإعلام المصري بشقيه العام والخاص خلال السنوات الماضية وحتى الآن .

ومن المتوقع ان تضع النقابة ضوابط عملية لممارسة مهنة الإعلام وأولى  الخطوات ستكون عملية «فلترة» المشهد الإعلامي من الدخلاء على المهنة من الذين لا تنطبق عليهم شروط ممارستها وظهروا على المسرح الإعلامي من خلال الوكالات الإعلانية التي أصبحت – للأسف – تتحكم في المحتوى الذي يقدم عبر شاشة التليفزيون وقد وضع النظام الأساسي للنقابة التي وافق عليها مجلس الوزراء مع مطلع العام الجديد ضابطا  يمنع مزاولة مهنة الإعلام إلا لمن تنطبق عليه شروط محددة منها أن يكون لديه مؤهل عال ويزاول أو زاول العمل الاعلامي سواء أمام الكاميرا أو الميكروفون وخلفهما باختصار يصبح الإعلامي هو من يصنع الرسالة الإعلامية عبر الإذاعة والتليفزيون ولا ينتمي لنقابة مهنية أخرى .

ومن الضروري التوضيح ان بعض الفئات من غير العاملين بالإعلام  في الإذاعة والتليفزيون (العام والخاص)  كالصحفيين والرياضيين والأطباء وأساتذه الجامعات وغيرهم ممن يقدمون رسالة إعلامية او يشاركون في صنعها كمحررين أو معدين يمكنهم الحصول على تصريح بمزاولة المهنة مدته سنة ويمكن تجديده طالما التزم بقيم الاعلام  المهنية والأخلاقية وتؤدي نقابة الإعلاميين دوراً مهماً في الحفاظ على كرامة الإعلامي وتؤمن مستقبله خاصة في القنوات والإذاعات الخاصة حيث يجب ان توجد صيغة تعاقدية بين من يعمل في المنشأة الإعلامية و من يملكها وليس من حق الإدارة فصل الموظف بها فصلا تعسفياً أو تأخير حقوقه ومستحقاته أو الاستغناء عنه دون مبرر قانوني ودون الرجوع للنقابة وبالطبع سوف توفر النقابة مراكز لتدريب الإعلاميين تقوم على أسس مهنية سليمة وتؤهلهم لتقديم إعلام تنويري راق وعالي المستوى.

ويجب أن توفر النقابة لأعضائها خدمات صحية وتعليمية واجتماعية وتمنحهم ميزات مادية على غرار النقابات المهنية المشابهة لا تقل عما تعطيه  نقابة الصحفيين لأعضائها من ميزات تساعدهم على رفع مستواهم المهني والمعيشي.

إن نقابة الإعلاميين التي خرجت الى النور هي محصلة نضال استمر أكثر من أربعين عاما كان نظام الرئيس الاسبق حسني مبارك يخشى من أن تمارس دوراً سياسياً لأنه كان يظن أن وظيفة الإعلام هي أن يظل بوقاً للسلطة ومروجاً لأفكارها ومحافظاً على مصالحها وعندما ظهر الإعلام الخاص علت نبرة المعارضة من خلاله وعاد الحديث من جديد عن تنظيم مهني نقابي للإعلام وأمام إصرار الإعلاميين على انتزاع حقهم لم يصادر هذا الحق إنما وضعت الأفكار التي قدمت في الأدراج حتى قامت ثورة يناير 2011 وعلا صوت الإعلاميين وأصبح لا مفر من خروج نقابتهم إلى الحياة من رحم سنوات طويلة من المعاناة.

ولكن حاول البعض استغلال ثغرات معينة للتفرقة بين الجماعة الإعلامية بالحديث تارة عن أنها نقابة الإذاعيين والبعض الآخر تحدث عن نقابة شاملة لكل الإعلاميين ولعب فريق على المفهوم الأخير وحاول ربط نقابة الإعلاميين بسلطة رأس المال الإعلامي الذي تتحكم فيه مجموعة من مالكي القنوات الخاصة ثم ظهرت جيوب هامشية لنقابات أو مجموعات تتحدث باسم جموع الإعلاميين حتى تم توحيد الجهود وتجاوز الخلافات البينية وقدم الإعلاميون مشروع نقابتهم تحت التأسيس منذ أكثر من عام وجرى تدشين ذلك في النقابة الشقيقة لنقابة الإعلاميين وهي نقابة الصحفيين وحضور نقيب المحامين لتتبلور لأول مرة رؤية واحدة لإعلاميي مصر.

ولابد ان اتذكر بكل العرفان والوفاء لأحد الإعلاميين الذي وهب حياته لتحقيق هذا الحلم لكن القدر لم يمهلة وتوفاه الله قبل أن يشهد مولد النقابة التي عمل من أجلها هو الزميل والصديق الإعلامي الراحل عادل نور الدين لنقول له ولكل الذين ساهموا ولو بفكرة في أن يكون للإعلاميين نقابتهم «شكرا»!