رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

نظرة تأمل:

 

 

أثبتت هجمات باريس أن التفكير الأحادي النظرة أو حتى الثنائي في مواجهة الإرهاب لم يعد كافيا حيث انه لاوطن ولا دين للارهاب ما يحتم المواجهة العالمية أو الأممية له بشكل منظم وفاعل وما يتطلب منه توحيد الجهود على مستوى الدول والتنظيمات الاقليمية و الدولية بل دعونا نقول حشدها لمواجهة حقيقية تتجاوز القول الى الفعل وحتى لا يرسخ في الاذهان ان السحر انقلب على الساحر من الضروري ان تعلن كل دول العالم خاصة الكبرى منها موقفها تجاه المنظمات الارهابية لاسيما الموجودة في منطقة الشرق الاوسط ومن بينها تنظيم داعش الذي يتغول كلما نسجت الدول الكبرى نفسها خيوطا من سوء النية تجاه دول المنطقة في إطار ما يمكن تسميته تقاطع المصالح.

ودعونا لا نذهب بعيدا بعد حادث تحطم الطائرة الروسية في شبه جزيرة سيناء حرصت منذ اللحظة الأولى دول مثل بريطانيا والولايات المتحدة على أن تعلن أن الحادث وقع نتيجة عمل إرهابي مستبقة نتائج التحقيقات التي لم تجزم بهذه الفرضية واستتبع ذلك أحكام بحصار معنوي ودعائي ضد مصر لا لشىء سوى لنسف العلاقات المصرية الروسية بعيدا عن حرص هذه الدول على مواجهة الارهاب بل في حقيقة الأمر تعاقب موسكو على تدخلها العسكري في سوريا وكأن ضرب السياحة في مصر أصبح من وجهة نظرهم هو الحل لمواجهة تقاطعات المصالح الغربية والروسية في الشرق الأوسط.

ووسط هذا الجو العبثي في العلاقات الدولية فجأة تشهد العاصمة الفرنسية باريس انفجارات غير مسبوقة كان سبقها بـ 48 ساعة فقط انفجاران في الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت ولو دققنا النظر لاكتشفنا أن رابطا ما يربط بين كل من هجمات باريس وبيروت وهو وقوعها في قلب المدينة حيث التجمعات البشرية بغرض إحداث أكبر قدر ممكن من الخسائر في الأرواح ومن هنا كان طبيعيا أن نجد أن 6 انفجارات تضرب باريس تجىء أكثر حدة وقسوة لأنها تمت بأحد المسارح في منطقة مكتظة بالسكان وبالقرب من استاد كانت تقام عليه مباراة كرة قدم بين فرنسا والمانيا وفي مناطق اخرى بعاصمة النور عشية عطلة نهاية الاسبوع.

بعبارة اخرى فإن هذه العمليات الإرهابية هي بلا شك مقصودة ومتعمدة لإرهاب الدولة الفرنسية ولا احد يعلم من سيكون عليه الدور القادم ما يؤكد فشل السياسة الغربية في مواجهة الإرهاب والانشغال في محاولة خلق شكل جديد من اشكال الامبريالية الجديدة تريد به التحكم في مجريات الامور في العالم وبشكل خاص منطقة الشرق الأوسط التي تشكل الآن محور التصارع الإقليمي والدولي وكنت أتصور أن تتحد الجهود لمواجهة عدو مشترك واحد هو الارهاب الذي يطل برأسه من آن لآخر في كل مكان بالعالم وفي أي وقت بدلا من معاقبة مصر على التصدي لمؤامرة ما يمكن تسميته اتفاقية «سايكس بيكو الجديدة» التي يحاول الغرب بها اعادة رسم خريطة العالم العربي من جديد وهذا من الناحية العملية يصب بالدرجة الأولى في مصلحة الدولة العبرية التي تمارس الآن اشد انواع العنف والانتهاكات ضد الشعب الفلسطيني في الاراضي المحتلة.

وهكذا نخلص الى ان الدول الفاعلة في عالم اليوم تنقاد إلى صراعات جانبية تاركة المواجهة أو الصراع الأساسي الذي نراه أنه مع التنظيمات الارهابية وبدلا من التعاون مع دول تحارب الارهاب في المنطقة مثل مصر تعمل على خلق مشكلات معها وتغض الطرف عن أطماع اقليمية وسياسات عائدة من الماضي لدول مثل تركيا وايران ولو حاولنا تشبيك كل عناصر الموقف الحالي نجده يقود الى دعم الارهاب وليس التصدي له.

من هنا نتساءل كيف يشكو الغرب من أي هجمات ارهابية وهو الذي يتحرك لصالح تغذية دوافع القيام بالعمليات الارهابية؟ كيف لا يتحرك للتعاون مع الدول التي تناهض الارهاب ويشكو من التعرض لعمليات إرهابية هنا أو هناك؟ كلها تساؤلات تحتاج الى اجابة واضحة ولهذا من الاهمية بمكان ان تتوحد الجهود الدولية ومن خلال الامم المتحدة لمواجهة الارهاب في العالم الذي لم يعد مقصوراً على منطقة بعينها.