نظرة تأمل
على مر تاريخها الطويل تعرضت مصر لمحن كثيرة غير أنها كانت تخرج منها أقوى مما كانت ويعتبر حكم الاخوان من أشد هذه المحن وطأة على الشعب المصري حتى تحرر منه بفضل الله وإرادة شعب لا يعرف المستحيل وهذه المرة ليست الأولى التي تنتهز أطراف معادية للمصريين سواء كانت دولا أو قوى سياسية إقليمية ودولية أي فرصة لإظهار شماتتها ونسج خيوط تحاول أن تنال من عضد مصر.
هذا ما حدث بعد حادث الطائرة الروسية إذ يرون أن أقصر الطرق لضرب الدولة المصرية زعزعة الاقتصاد المصري أليس هذا هدفهم من تولية القوى الظلامية حكم مصر؟ حاولوا تدمير الاقتصاد وهز هيبة القضاء وفتحوا أرضها للغرباء وتخلوا عن عروبتها من أجل فكر يهدم كل الثوابت الوطنية والقومية ويفتح الطريق للدخول الى نفق مظلم انقذتها منه العناية الإلهية عندما قرر الشعب التغيير.
ولهذا رغم كل ما تعانيه مصر من مشكلات هي ليست بالجديدة إنما هي بفعل تراكم سنوات التجريف لنظام مبارك أرى أنها في وضع أفضل حيث تتعامل اليوم بواقعية مع هذا المشكلات حتى ولو جاءت بعض الحلول مؤلمة وقد أحسن المصريون في الخارج صنعا عندما قرروا أن يقفوا إلى جانب الوطن الأم بكل ما في طاقتهم لكي لا تطفئ أنواره فكانت دعوات تنشيط السياحة والترويج لمنتجعات بلادهم في ظل طقس مقبل أعتقد أنه الأفضل في العالم بالمقارنة بشتاء أوروبا وأمريكا القارص وغيرها من المناطق في مختلف انحاء العالم ومازلت أعتقد أن المصريين في الخارج يمكن أن يفعلوا المزيد لمصر بزيادة تحويلاتهم إلى الوطن فقد كانت في فترة من الفترات ثاني مصدر للدخل القومي بعد قناة السويس ليس هذا فقط بل يستحق وطنهم ان يتبرعوا له بشكل عاجل على دفعتين أو ثلاثة بدفع كل مصري يقيم في الخارج مبلغ 1000 دولار فإذا كان عدد المصريين بالخارج حوالي 8 ملايين فإننا نتحدث في مبلغ قد يتجاوز الـ 8 مليارات دولار يكون تحت تصرف الدولة للنهوض بالمشروعات القومية التي ترفع مستوى معيشة المواطن البسيط الذي يدفع ثمن المشكلات المترتبة على تدني القيمة الشرائية للجنيه وما يعنيه من انخفاض في دخله الحقيقي.
وبلا شك أن ضخ الدولار بفعل تحويلات المصريين بالخارج سيؤدي الى ارتفاع قيمة الجنية وعلى المسئولين الجدد في البنك المركزي التفكير جديا في تحرير العملة المصرية من سيطرة الدولار الأمريكي الذي تنخفض قيمته أو على الأقل تظل ثابتة في كل أنحاء العالم إلا مصر وعلى سبيل المثال قيمة الدولار أمام الريال السعودي والدرهم الاماراتي لم تتغير منذ أكثر من عشرين عاما رغم التغيرات التي تلحق من آن لآخر بسوق النفط ونلاحظ أن إمارة دبي لم تعد تعتمد على البترول كمصدر أساسي للدخل ومنذ فترة طويلة حرص الشيخ محمد بن راشد على تنويع مصادر الدخل ومنها السياحة والتجارة وإنشاء صناعات تجميعية في دبي الأمر الذي حقق التوازن في ميزانها التجاري بل مال إلى تحقيق فائض في معظم السنوات الماضية نتيجة زيادة الصادرات عن الواردات وانتقل تصنيفها من بلد مستورد الى مصدر حتى لمنتجات تم استيراد مكوناتها واعيد تصنيعها وجرى تصديرها وتميزت عن دولة المنشأ بانخفاض سعرها مثل الاليكترونيات والأجهزة الكهربية.
إن مصر غنيه بموارد متعددة لو أحسن استغلالها أهمها الموارد البشرية والسياحة الأثرية والدينية والشاطئية وسياحة المعارض والمؤتمرات فضلا عن قناة السويس وتحويلات المصريين في الخارج و لمصر سواحل ممتدة مئات الكيلومترات على البحرين الابيض والأحمر يمكن أن تجعل منها واحدة من أغنى دول العالم في إنتاج الأسماك مع الأخذ في الاعتبار اكتشاف حقل الغاز الضخم الذي تم مؤخرا في البحر المتوسط وتطوير اقليم قناة السويس وسيناء بكل ما يحمله من مشروعات تنموية وعمرانية.
في المقابل لابد من أن يستعيد المواطن المصري قدرته على الإنجاز في كل مواقع العمل والإنتاج حتى يستطيع مواجهة تحديات الداخل والخارج!!