قسم اللصوص!
بعد ستة أشهر من نشر مقالي «في الشمال لصوص علي ضفاف البحر «في 31 مارس الماضى.. يعود أحدهم متوجاً ليقسم اليمين وزيراً.. أن يحافظ علي مصالح الشعب.. رغم أن سجله قي نهب مال الشعب مازال مسطراً، ومازالت حفلات التتويج له علي قدم وساق.. فقد توج وزيرا في عهد ما قبل 25 يناير وهو احد رموز لجنة سياسات الشر.. وكأن القدر كتب علي مصر ان يستمر اهل الشر يتوارثونها.. وهذه هي سطور مقالي الذي كتبته منذ اكثر من 6 أشهر.
«علي ضفاف البحر الأبيض المتوسط.. وفي آخر نقطة في النيل الخالد.. وفي حضن بحيرة البرلس محط الطيور المهاجرة وأنقي هواء في بر مصر.. تشهد البحار والأنهار والبحيرات والأرض والسماء وطيور العالم المهاجرة ونسمات الهواء العليل، وكل حبة زرع وكل البشر بأن السخرة التي ألغاها الوفد عادت يوم أن استخدمت قوات الأمن والأمن المركزي في حماية لصوص أراضى مطوبس وفوه وكفر الشيخ.. وتشهد بأن وزراء ومحافظين وضباطاً كباراً سرقوا أرضنا تحت سمع وبصر كل رجال وكبار الدولة المصرية ووزعت التورتة حينها علي كل الحكومة وذيولها، رئيس الوزراء والوزراء، والضباط، حقاً التزموا بالدستور ومواده وسجلوا الأرض المنهوبة بقوة السلاح بأسماء الأبناء والبنات وكان العدل هو السيد، فقد تساوي رئيس الوزراء في تقسيم التورتة مع الوزراء والمحافظين والضباط الكبار.. لصوص ما أروعهم حينما يتوجهون شمال البلاد بسياراتهم الفارهة دون ان ينطق نائب بكلمة واحدة.. في وجودهم أو في قاعة البرلمان.. اعتراضا علي سرقة اراضي الدولة.. فالأرض ارضهم والأوراق أوراقهم والنواب خدام لهم.. لم يكتف هؤلاء بسرقة الأرض بل من قوة «فُجْرهم» استولوا علي الميزانيات المخصصة للوحدات المحلية والقروية لعمل بنية أساسية بهذه الأرض المنهوبة وتحت سمع وبصر الدولة تم تسقيعها.. لم يلفظ نائب أو حزب وطني بكلمة حينها.. فتحولوا الي شياطين خرس.. نعم تحولوا الي شياطين خرس يوم ارتضوا أن تسرق أراضى المناطق المحرومة من الحد الأدني من الحياة الإنسانية.. بعد أن سرقت من حولهم الأراضي، فرحل الناس والأهل باحثين في أمواج البحر عن رزق، يتحولوا هم في ظلام الليل إلي لقمة سائغة بين أفواه أسماك القرش، ومن ينجو تنتظره رصاصات الشمال والغرب والعرب والعجم.. ويتحول الضحايا الي قصص علي صفحات الصحف وشاشات الفضائيات.. ومع موت الضمير يتحول الضحايا الي متهمين ويختارون لكل زمن اسماً، فمرة «هجرة غير شرعية» وثانية «مجرمون من الجنوب».. أم اللصوص فقد تحولوا بقدرة قادر الي قوم من النبلاء وأولاد الناس فامتلكوا الضيعات والعقارات.. ولأننا في زمن يمجد فيه القبح.. من أبواق ترفض أن يعلو صوت بالحق في وجه اللصوص والطغاة والفاسدين فإني لا أتعجب عندما أسمع من يزين الباطل ويخفي نور الشمس ويمحو بكذبه وبهانه وضلاله صفحات من قاوموا الفساد وقطع دابر الفاسدين من أن يقترب خطوة نحو الشمال.. أحياناً يفرض علينا أهل البهتان أن نعود لنفتح صفحات الفساد حتي ننطلق إلي الأمام بقوة.. وأن نعود لنذكرهم بماضيهم الأسود، سيحدثنا التاريخ يوماً عن أن وزراء أبناء وزير لص كان يوما وزيرا للداخلية عرف عنه سوء الأدب وسفاهة القول سرق الأرض بقوة السلاح، وأن مساعده في الأمن المركزي كان راسخاً علي اقطاعيات وضيعات بعد أن اتخذ من الأمن المركزي سخرة لحماية الأرض المسروقة.. حقاً إذا أردت أن تبحث عن منبع الفساد فعليك التوجه الي الشمال حيث بحيرة البرلس أجمل بحيرات الدنيا.. فلدينا فيها وزراء ومحافظون وضباط كبار لصوص ولكنهم والحق يقال أنجبوا أبناء وبنات لصوصاً.