رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كلام

اليوم عيد الأضحى.. وهذا العيد هو العيد الأكبر عند المسلمين.. اليوم والملايين يحتفِلون بعيدِهم فإنَّ ملايين منهم لايستطعَمون الفرح والاحتفال؛ لأنَّهم نسوا معنى الأعياد، فلا هُم يعرِفون عيدَ الأم، ولا عيد الميلاد، ولا عيد الحب، ولا عيد العمال، ولا عيد الفطر، ولا عيد الضحية.. حالُهم شغلَهم بمصائبهم، فلم يعد العيدُ عِندِهم عيدًا، ولا يُمثَّل عندهم شيئًا، ولا يجلب إليهم أى فرحة.. بيوتُهم هُدمت، وأملاكُهم أُهدرت، وفقدوا أعزَّ ما يملِكون، فكيفَ لهم أنْ يفرحوا..

     الملايين بالأمس وقفوا عند جبل الرحمة فى عرفات؛ طمعًا فى مغفرة وعفو الإله، وملايين من إخوانِهم وقفوا ــ بلا رحمة ــ على حدود الدول يتسولون المأوى والرِفادة.. الملايين قِبلَتهم شطر بيت الله الحرام بمكة، وملايين غيرهم قِبلتهم صوبَ أوروبا.. الملايين اليوم حُجاج يسكنون خيامَ مِنى، وملايين غيرهم يسكنون خيام الإيواء.. الملايين اليوم يملأون البطون بلحومِ الأضاحى، وملايين غيرهم لايجِدون كِسرة خبز تسد الرمق.. الملايين اليوم يلبسون جديد الكسوة، وملايين غيرهم لا يجدون مايسترهم أو يقيهم.. الملايين اليوم يقاتلون ملايين من إخوانهم، يروِّعونَهم ويُشرِدُونَهم ويقتلونَهم ويُذبِّحونَهم.. للأسف هذا حالُهم!!

     عميت عقول المسلمين عن حبل الله فتفرقوا، وهانوا على أنفسِهم، فهانوا على أعدائِهم، وتشردوا فى شتى البقاع هاربين من بطش إخوانهم.. حروب عمَّت بلادهم، حصدت أرواحًا، وشوهت أطفالًا، وأقعدت شُبانَّا، ورمَّلت نساءً، وأبكت رِجالًا، فغيَّرت البوصلة وأيضًا القِبلة، وما يحدث فى ليبيا واليمن والعراق وسوريا وغيرها من بلاد المسلمين ببعيد عن أعيُنِنا.. بسم الدينِ تخاصموا وتفاجروا، وباسم الدينِ اشتعلت حروبُهم، وبسم الدينِ استحلَّوا ذبح بعضهم.. يا لهواننا..

     فهل نُعزِّى اليوم أنفُسِنا، أمْ نُهنِّئ بعضَنا ؟!!..