تغيير العادات الموروثة الخاطئة يحتاج لوقت وحملات التضامن مثمرة
ختان الإناث.. الزواج المبكر.. التسريب من التعليم.. هؤلاء هم أدوات الجناة في حق الفتاة فيسرقوا منها براءة طفولتها ويشيعون زهرة شبابها ويخطفون فرحتها تحت مسمى العادات والعرف والتقاليد جميعها موروثات ومعتقدات خاطئة تجني على الكثير من صبايا الريف والجنس الناعم بريف وجنوب مصر المحروسة والمناطق النائية بها.
اقرأ أيضا.. رئيس قسم الأسرة ببسيون يطالب بمسيرة للرائدات الريفيات لنشر فكرة حملات التضامن بالغربية
فيتمسك الكثير من الأسر في الريف والأماكن النائية بمصر المحروسة ببعض التقاليد والأفكار التي تحرم الكثير من الفتيات من حقوقها في التعليم والتمتع بطفولتها البريئة بزواجها المبكر وتعرضها لتقليد "ختان الإناث"، وغيرها من العادات التي تجني على الفتاة في مرحلة عمرية مبكرة، كما يسلب من الفتيان الصغار حقهم في التعليم ويتسربوا منه ليساعدوا أسرتهم الكبيرة الغافلة عن رعاية أبنائها بعد انجابها الكثير من الأطفال بدون وعي، ليصبح الطفل وسيلة لتوفير المأكل والملبس مما يجعلهم يتناسوا طفولتهم بعد إلقائهم في دائرة الحياة ومتاعبها التي لا تنتهي.
حملات وزارة التضامن لمناهضة العنف ضد المرأة
وتسعى الدولة المصرية للارتقاء بفكر ومستوى المواطن المصري البسيط خاصة بالريف المصري وجنوب مصر الذي لا يزال يتشبث أهله ببعض الموروثات والعادات الخاطئة التي تتسبب في تراجع مستوى الأسرة المصرية وسلب أطفالها من حقوقهم البسيطة.
ومع اهتمام القيادة السياسية بتغيير حياة المصري بمختلف مناطق مصر خاصة بالريف وأطراف الدولة عبر إطلاق الكثير من المبادرات الرئاسية والتي كان أبرزها "حياة كريمة"، والتي تتعاون فيها مختلف قطاعات ووزارات الدولة تعمل وزارة التضامن الاجتماعي التي لها دور بارز في التطوير وتغيير المفاهيم الخاطئة والموروثات التي تضر بالأسرة المصرية عبر برامج توعوية وفرق ومبادرات تجوب القرى بالمحافظات المختلفة مثل "امسكوا طرف الخيط وشاركوا في القرار ومناهضة العنف ضد المرأة وحملة طرق الأبواب.
ومن ضمن خطة وزارة التضامن الاجتماعي التوعوية الاهتمام بدور الرائدات الريفيات المسئوليات عن العمل الميداني بالقرى والمدن شبه الحضرية وغيرها من المناطق المستهدف رفع الوعي بها خاصة وأن المرأة الريفية تحتاج لسيدة مثلها ذو مصداقية تتناقش معها حول خطورة ختان الإناث والزيادة السكانية والزواج المبكر وغيرها من القضايا الشائكة في تلك المناطق.
وورصدت بوابة الوفد الإلكترونية دور الرائدات الريفيات في محافظة الغربية خلال فعاليات حملة مناهضة العنف ضد المرأة والتي ستستمر على المستوى الإعلامي حتى يوم 25 ديسمبر الحالي.
رائدات ريفيات: بننزل للأهالي في بيوتهم للتوعية وتغير أفكارهم
وقالت ليلى خميس الملاح رائدة ريفية منذ عامين، في طنطا أنها كانت متطوعة قبل عملها كرائدة لمدة 4 سنوات، موضحة أنها من ضمن فريق رائدات في محافظة الغربية شارك في العديد من فعاليات وحملات وزارة التضامن الاجتماعي وأخرها حملة الـ 16 يوم لمناهضة العنف ضد المرأة.
وعن تأثير الرائدات على الأسر في الريف قالت:"الحمدلله وجدنا الأثر الايجابي المطلوب أفكار كثير من الناس تغيرت وكانوا بيتجاوبوا معانا، بنروح للناس لحد بيتها بنطرق بابهم وبنقعد معاهم ونتكلم ونوعيهم بكل القضايا مثلا اللي معتقدين إن الختان أساسي والبنت مش هتعرف تعيش من غير ختان، لا مرة على مرة فكرهم اتغير وواحدة واحدة بيتراجعوا".
وأشادت بشرط عمل الرائدة أن تكون من أبناء المنطقة التي ستعمل فيها قائلة:"بنقدر نتناقش مع الاهالي في القرى لأننا بنكون من نفس القرية اللي بننزل فيها ففي ناس تعرفنا أو مجرد ما يعرفوا اننا من نفس قريتهم بيكون في ألفة اكثر، ونقدر نتكلم بحرية لكن طبعا لما بيواجهنا ناس رافضة تتكلم معانا خايفين مش بنيأس وبنحاول اكتر من مرة".
فيما أكدت الرائدة رشا أحمد من قرية قرانشو، أنهم يتعاملون مع كل أسرة وفق مستوى تفكيرها، قائلة:" احنا بنتعامل بمستوى تفكير كل أسرة، مثلا فكرة الزواج المبكر في القرية مينفعش البنت تعدي 3
وتابعت:"اغلب الاهالي بيكونوا ليس على دراية علمية ولا يطلعوا على وسائل التوعية الاعلامية لذا مع توصيل المعلومة ليهم في مكانهم في بيوتهم الأمر بيختلف مثلا ختان الاناث بالرغم من الكلام الكثير في الاعلام إلا أن هناك أسر بتستغرب إن الأمر خطير، ومن يمارسه كانوا فاكرين إن الكل بيعمل كده وإنهم لو عملوا غير كده هيبقى هما اللي غلط".
أفكار الريف والصعيد صعبة التغير لأنها موروثات من الأجداد وتحتاج لوقت وجهد
وقالت نجلاء الخولي:" كل رائدة بيطلب منها تجميع بيانات 200 أسرة ودول بيكونوا الحالات اللي هشتغل معاهم، وبنوعي الأسر بجانب القضايا السابقة، أيضًا العنف ضد الستينات، وعنف المسنات والعنف النفسي هو الاكثر وعندنا في الريف الزواج المبكر والتسرب من التعليم لان عندنا في الريف جواز البنت تحت مسمى سترة البنت لازم يتم تزويجها بدري وبالتالي بتسيب الدراسة وده سببه عدم الوعي والثقافة سواء للبنت أو الرجل، خاصة وأن الرجال لابد وأن يكون لديهم وعي لانهم يؤثرون على المرأة زوجته أو أبنته".
وأضافت الرائدة من أبو الخير، أن الرائدات تلقوا الكثير من المحاضرات والاختبارات والمقابلات من قبل مسئولي وزارة التضامن قبل بدء عملهم كرائدات ريفيات، وأنهم تدربوا على مدار أشهر لمعرفة طريقة التعامل مع الأسر تلقوا الكثيرمن المحاضرات لمعرفة كافة جوانب البرامج والقضايا التي نهتم بتوعية الاسر بها في القرى.
الرائدات الريفيات تخاطب الأهالي بمختلف أعمارها وفي كل مكان
ولفتت أبو الخير أنهم يهتمون تلك الفترة بالعنف الالكتروني والجرائم الالكترونية والتوعية بها، وبننزل المدارس بمختلف المراحل ابتدائي واعدادي وثانوي وتجاري، بجانب المحلات التجارية وكافة الأماكن، موضحة:"بنخاطب الشباب والأطفال والسيدات والرجال وكل الفئات".
وعد ردود الأفعال قالت:"هناك تفاوت بين رد فعل الرجال منهم يتفهم بشكل أسرع من المرأة ومنهم من يهاجمنا بشكل سىء ويتهمنا إننا نحرض المرأة زوجته على تغير حياتها، لكننا بشكل بسيط بنفهمه إن الهدف هو استمرار حياتهم الأسرية وتغيرها للافضل والبعد عن المفاهيم اللي بتضر الاسرة واطفالها".
وأشارت أن مفاهيم الكثير من الأسر لاتزال بحاجة للتوعية حيث أن هناك تقاليد وعادات متوارثة في الذهن من الأجداد وتغير الفكر والعادات صعب يحتاج وقت وخطوات ثابتة وجهد مؤكدة أن هناك استجابة واضحة مع الاستمرارية.