السلطات الباكستانية فوجئت بعملية قتل "بن لادن" بعد 15 دقيقة من بدئها
أعلن عبد الرحمن مالك وزير الداخلية الباكستاني ان السلطات علمت بحصول غارة امريكية بعد 15 دقيقة من بدئها، لكنها لم تعرف ان المستهدف كان زعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن.
واضاف مالك "علمنا بالغارة الامريكية بعد 15 دقيقة من بدئها لكنني لم اعتقد ابدا انها لهذا الهدف (قتل بن لادن)".وأشار إلي وجود تنسيق امني دائم وعمليات امريكية في الاراضي الباكستانية، واول معلومة وصلتني كانت سقوط طائرة وبعدها علمنا بالتفاصيل. وأضاف ان التحقيقات جارية علي قدم وساق لكن لا اريد كشف تفاصيل. ومن المقرر أن يتحدث يوسف رضا جيلاني رئيس الوزراء الباكستاني خلال الساعات القادمة امام البرلمان حول العملية الامريكية التي ادت الي مصرع بن لادن والتي اثارت دعوات الي استقالة بعض القادة. وأضاف مصدر من محيط رئيس الوزراء رافضا كشف هويته ان جيلاني سيتحدث في مجلس النواب الباكستاني لاطلاع الامة علي العملية التي جرت في 2 من الشهر الحالي في مدينة ابوت اباد التي تبعد ساعتين بالسيارة عن إسلام اباد. وتؤكد واشنطن انها لم تبلغ سلطات باكستان مسبقا بالعملية ضد بن لادن، مع ان اسلام اباد حليفتها فيما يعرف بالحرب علي الإرهاب منذ نهاية 2001.ويشتبه مسئولون امريكيون كبار بوجود تواطؤ داخل مؤسستي الجيش والاستخبارات لتفسير وجود بن لادن في مدينة مكتظة بالعسكريين. وعبر الرأي العام الباكستاني المعادي للأمريكيين بأغلبيته عن استيائه لهذا الانتهاك الجديد للسيادة الوطنية الي جانب الغارات التي تشنها الطائرات الامريكية بدون طيار علي معقل طالبان وتنظيم القاعدة في البلاد.كما يشعر بالاستياء لتقصير الجهاز العسكري في رصد العملية العسكرية الامريكية في قلب باكستان. وطالبت المعارضة البرلمانية الاسبوع الماضي باستقالة الرئيس آصف علي زرداري ورئيس حكومته. وتعد باكستان من الدول التي دفعت ثمنا باهظا للحملة علي تنظيم القاعدة منذ ان اعلنت دعمها لواشنطن في نهاية 2001. وأكد الرئيس الامريكي باراك اوباما الذي تابع مباشرة من البيت الابيض عملية قتل اسامة بن لادن ان هذه العملية كانت اطول 40 دقيقة في حياته.وقال اوباما:"هذا الامر كان اطول 40 دقيقة في حياتي، ربما باستثناء اصابة (ابنته) ساشا بالتهاب السحايا حين كانت في شهرها الثالث وانتظار ان يطمئنني الطبيب الي حالتها".وأضاف ان اخفاق عملية مماثلة في دولة حليفة من دون اعلام سلطاتها كان يمكن ان يؤدي الي تداعيات كبيرة، واقر أوباما انه عاد بالذاكرة الي اخفاقين للقوات الامريكية: في ايران عام 1980 عندما اطلق الرئيس جيمي كارتر عملية لتحرير الرهائن المحتجزين في السفارة الامريكية، وفي الصومال عام 1993 عندما تم اسقاط مروحيتين امريكيتين في مقديشو وتم سحل جثث الجنود الامريكيين في الشوارع امام عدسات المصورين. وقال "نعم، تماما، عشية العملية كنت افكر في ذلك".ولم يكن دليلاً مباشراً علي وجود اسامة بن لادن في المنزل الذي لقي مصرعه فيه، وروي اوباما "مع نهاية اليوم، كانت نسبة وجوده 55٪ لم يكن في استطاعتنا التأكيد بن لادن كان هناك". وأوضح الرئيس انه تابع انشطته المعتادة وتكتم بشدة علي التحضيرات للعملية.واكد ان اشخاصا قلائل جدا في البيت الابيض كانوا علي علم، إلا أن الغالبية الكبري من كبار مستشاري اوباما لم يكونوا يعلمون بها، مشيرا الي ان هذا الأمر شكل عبئا عليه.وأوضح أنه تابع مباشرة العملية التي استغرقتورغ ان تصفية زعيم القاعدة اثارت عاصفة فرح في الولايات المتحدة، إلا أن دونيلون اقر بان الولايات المتحدة لا يمكنها ان تعلن ان القاعدة منيت بهزيمة استراتيجيا ورأي ان التنظيم المتطرف لا يشكل تهديدا للولايات المتحدة. و دعا ديك تشيني نائب الرئيس الامريكي السابق الي العودة الي وسائل الاستجواب العنيفة التي كانت تعتمدها الإدارة السابقة إزاء المشتبه بهم في قضايا الارهاب، وايده في ذلك وزير الدفاع السابق دونالد رامسفيلد.