من هم قوم تُبع.. وما قصتهم
التدبر فى كتاب الله من صفات المؤمنين، وقال القرطبي فى التفسير، قال سبحانه وتعالى في سورة الدخان: "أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ أَهْلَكْنَاهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ"، وقال في سورة ق: "وَأَصْحَابُ الْأَيْكَةِ وَقَوْمُ تُبَّعٍ كُلٌّ كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ وَعِيد"، في هاتين الآيتين ذكر الله سبحانه وتعالى "قوم تبّع"، فمن هم هؤلاء القوم؟ وما أهم ما عرف عنهم؟ هذا ما سنجيب عنه في مقالنا هذا. قوم تبّع هم قوم سكنوا "اليمن" منذ قديم الزمن، وقد كانوا عرباً من قبيلة "قحطان"، وقد ورد ذكرهم في القرآن الكريم في سورة ق، وسورة سبأ، وسورة الدخان. و "تبّع" هو ملك هؤلاء القوم وقد كان ملكاً على بلاد اليمن بما فيها حمير، وسبأ، وحضرموت، وتذكر الكتب القديمة أنّ "تبّع" هذا الملك كان مؤمناً صالحاً، لما روي عن الرسول "صلّى الله عليه وسلّم": "لاتسبّوا تبّعاً فإنّه كان قد أسلم"، ويروى أيضاً أنّه قد تنبّأ بالرسول محمّد الصادق الأمين وقد دعى الأوس والخزرج إلى الإيمان به عندما يسمعون به. وقد استطاع هذا الملك أن يفتح مدناً كثيرة في العالم كالهند، وقد وصل إلى مكّة وكان يريد أن يهدم الكعبة إلّا أنّ مرضاً ألّم به أقعده وعجز الأطباء عن علاجه، إلى أن أخبره أحد حاشيته أنّ نيته في هدم الكعبة سبب مرضه، ولما عزف عن ذلك عادت إليه صحته وكسا الكعبة ببردة يمانيّة وذلك في القرن الخامس الميلادي. وقد سميّ هذا الملك بهذا الإسم لـ "الظل أو ظل الشمس"، وذلك لأنّ هذا الملك أينما كان يسير بغزواته في أي مكان تطلع عليه الشمس، وسميّ كذلك في رواية أخرى لكونه تتبعه الملوك وملوك اليمن خاصة، ثمّ أصبح اسم "تبّع" لقب يسمّى لكل