رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ياسمين تطالب بالنفقة: تسولت لتربية أولادي

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

اتخذت لها ركنًا هادئًا بإحدى قاعات الجلسات بمحكمة الأسرة بعابدين، معتزلة زحام الحائرين والباحثين عن العدل والخلاص مثلها، ترتدى عباءة سوداء مطرزة الأكمام، ومزينة بنقوشات داكنة اللون أعلى منطقة الصدر، تداري خلف نقابها الحريري وجهًا حفرت الدموع ممرًا لها على وجنتيه صفرة الشقاء وعناء الركض وراء بضعة جنيهات تسد بها جوع طفليها، وتخفي عينين ممتلئتين ببقايا دموع حارة على سنوات ضاعت بين رجلين معدومي الضمير.

 

أولهما أذاقها مرارة الخيانة وتزوج عليها وتركها وحيدة -حسب روايتها- وثانيهما استولى على مالها وتركها وأولادها تواجه مصيرها المعتم، إنها "ياسمين" ذات ال-40 ربيعًا، والتي طرقت أبواب المحكمة لرفع دعوى نفقة ضد زوجها الثاني بعدما هجرها وأولادها دون مال ولا سؤال.

 

بصوت وهن يرتعش من الحسرة، وكلمات تخرج من ثغرها ثقيلة، تبدأ الزوجة الأربعينية في سرد تفاصيل مأساتها: "تزوجت للمرة الأولى وأنا ابنة الثامنة عشرة من عمري، من رجل ميسور الحال، وبدا لي عندما تقدم لخطبتي عريسًا مناسبًا، وسيمًا، ودمث الخلق، قبلت الزواج منه دون تردد، فقد كنت كأي فتاة أحلم باليوم الذي سأرتدي فيه الفستان الأبيض، وأزف إلى عريسي في موكب تحيطه الفتيات من كل اتجاه، ويمسكن في أيديهن باقات الورود، ويطلقن الزغاريد فتشق عنان السماء، علاوة على أن صفاته تذهب عقل أي امرأة، فماذا كنت أريد أكثر من ذلك؟! لكن يبدو أنني كنت مخطئة وواهمة، فالشقة الفاخرة والمال لم يعوضاني عن السعادة التي افتقدتها مع زوجي المحترم الذي لم يكف عن خيانتي ومعاشرة النساء على فراشي طوال العام الذي قضيته بين أحضانه، ولم يجعلني أغض بصري عن انفتاحه الذي لا يناسب التزامي الديني، طلبت الطلاق، وعدت إلى بيت أهلى حاملة ابني على كتفي".

 

تحبس الزوجة الأربعينية أنفاسها بين ضلوع صدرها المثقل بالهموم وهي تكمل رواية مأساتها: "خرجت من زيجتي الأولى محطمة داخليًا، ومحوت فكرة الزواج مرة أخرى من رأسي، ورضيت بنصيبي وحمدت الله عليه،

ولكن ألسنة الناس لم ترحمني، فقررت الهروب من سهامهم المسمومة لسمتعي بالزواج للمرة الثانية ويا ليتني ما فعلت ذلك، فقد اعتاد سبي وضربي أمام العالمين وطردي بملابسي الداخلية واستولى على مصوغاتي ومالي، ورغم ذلك تحملت لأنني لا أملك غير خيار الرضا".

 

تترقرق الدموع فى عيون الزوجة الأربعينية الحزينة وبصوت يرتجف من الألم تتابع روايتها: "صدقت كلامه عن الأمان والاستقرار، وآمنت بوعوده الزائفة برعاية ابني وحمايته، ولكن معاملته تغيرت مع ابني وأفلت يده عن مسئوليته، بعد أن تخلى والده هو الآخر عنه وتركه لزوجته الثانية لترعاه، ورحل بحثًا عن نزوة جديدة، مرت الأيام وأنجبت طفلًا منه، وعلمت بالصدفة أن زوجي يسرق مال الجهة التي يعمل بها، فنصحته بألا يفعل ذلك، وكنت أصلي لله كل يوم راجيةً منه أن ينصلح حاله، ولكنه تمادى في طغيانه وتوسع في أكل الحرام -حسب قولها- حتى فقط وظيفته، ومرت الأعوام وأنا محتسبة أجري على الله، وبعد كل هذا الصبر تزوج هجرني وتركني أواجه مصيري المعتم أنا والولدين، عام ونصف العام لا أعرف عنه شيئًا، فاضطررت إلى العمل في البيوت، حتى أنهك السعي والحزن قلبي ودخلت إلى المشفى، ولولا أهل الخير الذين فتحوا لي محلًّا صغيرًا أعيش منه لكنت متُّ جوعًا أنا والصغيرين".