اليوم.. ذكرى ميلاد "إمام الدعاة"

تحل اليوم الذكرى الـ106 على ميلاد واحد من أبرز أعلام الدعوة الإسلامية، حيث استطاع أن يحفر اسمه في ذاكرة العالم العربي، وعرف عنه بساطة الأسلوب وقوة البلاغة وتفسيره لآيات القرآن الكريم.
وكان أول داعية يفسر القرآن تفسيرًا شفهيًا فقد لُقب بـ"إمام الدعاة"، نظرًا لقدرته على تفسير آيات القرآن بسهولة ويسر، كما أنه من أشهر مفسري القرآن فى العصر الحديث، إنه الشيخ "محمد متولي الشعراوي".
ولد الشيخ محمد متولي الشعراوي يوم 15 أبريل عام 1911م، بقرية دقادوس بمركز ميت غمر بمحافظة الدقهلية، وحفظ القرآن الكريم في الحادية عشرة من عمره، وإلتحق بالمعهد الثانوي الأزهري عقب حصوله على الشهادة الابتدائية الأزهرية عام 1933م، وأبدى نبوغه في حفظ الشعر والمأثور من القول والحكم، ما جعله يحظى بمكانة خاصة بين زملائه، حتى اختير رئيسًا لاتحاد الطلبة.
تزوج وهو ما زال في المرحلة الثانوية بناءً على رغبة والده، وأنجب ثلاثة أولاد "سامي، وعبدالرحيم، أحمد" وبنتين هما "فاطمة، صالحة"، حيث كان يرى أن أول عوامل نجاح الزواج هو الاختيار والقبول من الطرفين والمحبة بينهما.
أحب الشعراوي العمل مع إخواته لزراعة الأرض، ولكن والده أصر على إستكمال تعليمه، حيث كان سببًا رئيسيًا في إخراج هذا العالم الجليل، فالتحق بكلية اللغة العربية عام 1937م.
تخرج من رحم الازهر الشريف عام 1940م، وحصل على العالمية مع إجازة التدريس عام 1943م، وعقب تخرجه عُين مدرسًا في المعهد الديني بطنطا، ثم انتقل إلى الزقازيق، ومن ثم إلى الإسكندرية، وبعد فترة طويلة من العمل عين أستاذًا للشريعة بجامعة أم القرى عام 1950م بالسعودية، حيث برع في مادة العقائد التي كانت بالغة الصعوبة، وأثبت جدارته فيها حتى لاقت قبولًا كبيرًا من الجميع، ثم عاد إلى القاهرة عام 1963م.
تدرج فى المناصب القيادية، فقد عُيِّن مديرًا لمكتب شيخ الأزهر "حسن المأمون" آنذاك، ثم عين رئيسًا لبعثة الأزهر إلى الجزائر ومكث حوالي سبع سنوات، ثم عاد إلى القاهرة، وعين مديرًا لـ"أوقاف محافظة الغربية"، ثم وكيلًا للدعوة ووكيلا للأزهر إلى أن سافر للمملكة السعودية مرة ثانية عام 1970 وعين رئيس قسم الدراسات العليا بجامعة الملك عبدالعزيز عام 1972م.
وتم اختياره فى نوفمبر عام 1976 م، وزيرًا للأوقاف وشئون الأزهر فى حكومة ممدوح سالم آنذاك، فقد شغل هذا المنصب حتى أكتوبر 1978 م،
أجاد الشيخ الشعراوى الشعر، حيث كان يستخدمه فى تفسير القرآن الكريم، وبدأ فى تفسيره قبل عام 1980 على شاشات التليفزيون، حيث كانت بلاغة أسلوبه وقدرته على تفسير آيات القرآن سببًا فى تميزه عن غيره من دعاة عصره.
للشيخ الشعراوى عدة مؤلفات، أشهرها كتب تفسير القرآن الكريم، والإسراء والمعراج، الاسلام والفكر المعاصر، الاسلام والمرأة، وصايا الرسول، الإنسان الكامل محمد صلى الله عليه وسلم، التوبة، الجنة وعد الصدق، الجهاد فى الاسلام، الحج الاكبر، والقضاء والقدر، ومعجزة القرآن، السحر والحسد، الوصايا وغيرها من المؤلفات التى لاقت قبولًا وما زالت متداولة حتى اليوم.
وحصل على العديد من الأوسمة والجوائز، منها وسام الجمهورية من الطبقة الأولى عام 1983 و1988، ووسام الاستحقاق من الدرجة الأولى لبلوغه سن التقاعد عام 1976، كما حصل أيضًا على الدكتوراه الفخرية فى الآداب من جامعتى المنصورة والمنوفية.
وتوفي فى فجر يوم 17 يونيو 1998 م، بعد صراع طويل مع المرض، فقد حالت وفاته دون تفسير القرآن كاملًا، فتوقف عند سورتى الممتحنة والصف بسبب مرضه، ما أعجزه عن تفسير بقية القرآن، ولكن ما زال اسمه محفورًا من ذهب في تاريخ العالم الاسلامي، حيث إنه كان بمثابة مسيرة عطاء من العلم والإيمان.