رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

جهاز كشف الغش نجح فى ضبط 4 طالبات يستخدمن أجهزة تجسس عالية التقنية

بوابة الوفد الإلكترونية

تحت شعار: «وداعاً للغش»، كانت نقطة انطلاق الدكتور محمد أحمد فريد، أستاذ بكلية العلوم جامعة المنصورة، والذى تبنى فكرة التصدى لظاهرة الغش فى الامتحانات والتى تصاعدت بشكل أصبح صداعا فى رؤوس مسئولى التعليم بالدولة وأصبحت تشكل خطرا على الأمن القومى المصري.

هكذا بدأ الدكتور محمد فريد مخترع جهاز «كشف الغش والغشاشين» فى حواره مع «الوفد» الذى قال، بدأت فى تبنى هذه الظاهرة مع أواخر عام 2013 وتفشى ظاهرة الغش التى واكبت التطور التكنولوجي، لتصبح تلك الظاهرة مشكلة تؤرق المجتمع وتحتاج لحلول عاجلة حتى لا تؤثر بالسلب على العملية التعليمية بشكل خاص وعلى المجتمع بشكل عام.

وفى عام 2014 تمت تجربة قطع الاتصالات التليفونية وهذا الأمر فشل لأنه يقطع الاتصالات والتى يصل مداها 6 كيلو وبالتالى اللجان معظمها فى مناطق سكنية تحوى منشآت خدمية مثل مستشفيات وشرطة.. الخ، وهذا يؤثر بالسلب، كما ان الشركة رفضت تكرار هذا فى عام 2015، أما استخدام جهاز للتشويش فهو حال تطبيقه فتحتاج لجان المدرسة إلى جهاز لكل لجنة وهذا مكلف للغاية، إضافة إلى تأثيره طبيا على الموجودين داخل اللجنة.

ومن هنا وضعنا ضوابط للعملية، فقد تعلمنا من التجارب السابقة واستثنينا ما فشل وفى نفس الوقت حددنا الهدف بشروط لتصميم الجهاز يتضمن ان يكون تردده عالى الدقة والتقنية، وأن يحدد الهدف بسرعة حتى لا يهدر الوقت، وكذا أن يكون الرقم النهائى لتعميمه مقبولا حتى يكون سهل التنفيذ على أرض الواقع، علاوة على أن يكون سهل التطبيق فى استخدامه.

وهنا عرضت الفكرة على الدكتور محمد حسن القناوى، رئيس الجامعة، الذى كان داعما لها، وتوصلت إلى نموذج للجاهز لتطبيقه فى مارس 2016، وكان هذا النموذج هو الموديل الأول «لجهاز كشف الغش» والذى تم تجميعه وتصنيعه يدويا وبلاحمات يدوية «نموذج بلدى» وكانت الصعوبة فى الحصول على مكوناته والتى تأتى من الخارج مثل أمريكا، والصين، وهى معوقات للوقت فقط، وفى الترم الثانى للعام الماضى دخلنا فى مرحلة التطبيق الفعلى للجهاز بحضور رئيس الجامعة، وتجربة عملية على أرض الواقع بكلية آداب المنصورة، وبهدف التأكد من نجاح الجهاز، كما خططنا له نظريا ليطبق فعليا وبنجاح 100%، حيث تم ضبط طالبة فى حالة غش عبر المحمول .

وقامت الجامعة بدورها فى الدعم المعنوى والمادى لتطوير الجهاز لنصل به للموديل «النموذج الثانى» الحالي، حيث تم إدخال بعض التقنيات الفنية، وتكنيك التصنيع ليعطى الإحساس بأنه منتج من أحد المصانع، إضافة إلى صغر حجمه وبنسبة 40%، دون التدخل فى مكوناته الرئيسية، وكان العيب الوحيد فى البطارية الخارجية والتى تستهلك الطاقة وبالتالى ثمن للبطارية تصل 40 جنيها يوميا، وهذا الأمر موضع دراسة لتصنيع الجيل الثالث باستخدام بطارية مثل شاحن المحمول، ليصبح جهازا موفرا أيضا للطاقة وهذا التعديل سيكون نهائيا وسوف يستخدم مع امتحانات الترم الثانى لهذا العام، وهذا الجهاز اثبت فى تجربته الأخيرة ومنذ أيام قليلة نجاحه بشكل أذهل الجميع باكتشافه فى اليوم الأول، لامتحان الترم الأول لهذا العام وتم ضبط 4 طالبات من بينهن طالبة كانت تستعمل جهاز تجسس عالى التقنية، مشيرا إلى أن النجاح جاء بتجربة فى كلية الآداب بجامعة المنصورة، حيث طلب الدكتور محمود الجعيدى وكيل الكلية لشئون التعليم والطلاب استخدام الجهاز لضبط العملية التعليمية فى امتحانات الترم الأول والذى بدأ منذ أيام قليلة وبالفعل حضرنا اليوم الأول وتم ضبط 4 حالات غش، فالجهاز يقوم بمسح كل الترددات فى محيط اللجان وفى أقل من ثانية، وبمجرد المرور على الطالب يمكن التعرف من خلال الإشارة على نوعية الجهاز مغلق تماما، أو مغلق الصوت، أو يعمل بلوتوث.. إلخ، وكانت

التجربة ناجحة للغاية فقد اكتشف حالات متنوعة من بينها طالبة كانت تستعمل المحمول من خلال اتصال مع والدتها والتى حال ضبط المحمول قام وكيل الكلية بالرد على استفسار والدة الطالبة التى قالت وصلتِ لحد فين، ليرد عليها الوكيل بنتك اتمسكت بتغش واتعمل لها محضر، كما تم ضبط أخرى تستعمل هاند فرى وكانت تنتظر شخصا ليساعدها على الحل واعترفت بهذا الأمر .

أما المفاجأة التى تعد سابقة أدهشت الجميع فهى ضبط إحدى الطالبات والتى توقفت عندها عدة مرات والجهاز يعطى مؤشرات قوية على وجود ترددات دليل الاتصال الخارجي، ففى المرة الأولى تم تفتيش الطالبة ووجد ان المحمول مغلق ولا توجد سماعات «هاند فري» وتم تفتيش حقيبتها، بدون فائدة، وشيء غريب الجهاز فى المرة الثانية يعطى إشارات قوية وهنا طالبت بتفتيشها ذاتيا من قبل دكتورة موجودة برفقتنا لترتبك الطالبة ونكتشف أن بحوزتها جهاز تجسس سماعته لا تتعدى بضع ملى مترات لا تراها بالعين المجردة وضعت فى داخل الأذن، والجهاز فى حجم كارت «مستر كارد» مثل حجم بطاقة الرقم القومى وسُمك لا يتعدى 2 ملى وليس به شاشة والبطارية المستخدمة فى سماعة الأذن بتكنولوجيا «f r b» بتكثيف المجال المغناطيسى والكهربى ذاتيا من الهواء وهو جهاز حديث وعالى التقنية جدا، وهذا فى حد ذاته نجاح مبهر لأنه يكشف جميع الترددات.  

وحول سؤال عن مدى الاستفادة بتطبيقه فى امتحانات الثانوية العامة قال: كان لى لقاء فى سبتمبر الماضى 2016 مع الدكتور رضا حجازى مدير عام التعليم ما قبل الجامعى بوزارة التربية والتعليم والذى انبهر بالفكرة، وخاصة ان مشكلة الغش تؤرقهم وتسبب خسائر فادحة من كتب وطباعة لامتحانات تسبب الغش فى ضعف المردود التعليمى علاوة على طبع امتحانات موازية لتسرب بعضها وهذا كلف الملايين، وناقشت معه الوضع والتكلفة والتى كانت قد أعلنت الوزارة من قبل بأنهم يحتاجون إلى (مليار جنيه) للقضاء على هذه الظاهر باستيراد أجهزة تعمل فى نفس الغرض، حيث عرضت عليه أن الجهاز أثبت نجاحه وعند حساب تعميمه على كافة اللجان وإجمالى قيمة ما تحتاجه الوزارة بلغ 70 مليون جنيه فقط، وهذا الأمر وفر على الدولة الكثير من المال والوقت وهو جهاز جاء ليواكب مشاكلنا.

مشيرا إلى أن الجهاز سيكون أكثر نجاحا وسهولة فى تطبيقه على طلاب الثانوية العامة للقضاء على ظاهرة الغش، نظرا لأن المحمول ممنوع دخوله اللجان، ووجوده يعد مخالفة.