رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

(فى المضمون)

رغم وصول العدوان الإسرائيلى إلى مراحله الأخيرة والاستيلاء على معبر رفح من الجانب الفلسطينى وتدنيس محور فيلادلفيا المنصوص عليه ضمن المنطقة ج فى معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية، والحقيقة أن ما قامت به إسرائيل هو تصوير لبضع دقائق لدخولها محور فيلادلفيا ثم الانسحاب منه فى مشهد تمثيلى استفزازى.. أما مخطط التهجير فيتم تنفيذه عن طريق  تطويق رفح لدفع الفلسطينيين نحو العبور إلى سيناء ووضع الجيش المصرى أمام أمرين كلاهما مر أما المنع بقوة السلاح وسقوط ضحايا من الهاربين من جحيم إسرائيل، أو تركهم يعبرون إلى سيناء ويبدأ التهجير الذى رفضته مصر بشكل واضح.. ورغم كل تلك المعطيات المتشائمة فإننى على ثقة بأن مصر لا تزال تمتلك أوراقا لتفويت الفرصة على هذا المخطط، وأهم هذه الأوراق هى المبادرة المصرية التى وافقت عليها الفصائل الفلسطينية، وتبدو الولايات المتحدة وأوروبا داعمين لتلك المبادرة.

ومع المتابعة لهذه الأحداث الخطيرة تبدو دائما فى مخيلتى أغنية المطربة جوليا بطرس «يوما ما» التى تقول كلماتها «على رغم الجو المشحون تبعًا للظرف المرهون.. مطرح ماعيونك بتكون بحلم شوفك يومًا ما.. بكرة بيخلص هالكابوس بدل الشمس بتضوى شموس.. وعلى أرض الوطن المحروس راح نتلاقى يومًا ما».. التفاؤل رغم كل تلك الظروف أو قل الكابوس الذى نعيشه منذ شهور قد يكون هو السلاح الوحيد لمقاومة كمية الاحباط التى أصابتنا بعد احتلال الصهاينة والسيطرة على الجانب الفلسطينى من معبر رفح.

مصر أدانت بأشد العبارات ماقامت به إسرائيل فى بيان رسمى حافظت فيه على دورها كوسيط يدعو الجميع إلى ضبط النفس، وفى نفس الوقت حذرت من أى تصعيد جديد يقود المنطقة بالكامل إلى حافة الهاوية.

وأعتقد أن إسرائيل لن تتمادى أكثر من ذلك، وإنها تضغط من أجل فرض شروط جديدة على حماس ومحاولة تصفيتها تمامآ وخنقها بعد السيطرة على المنفذ الوحيد لغزة.

الساعات القليلة القادمة سوف تدفع مصر بأوراق جديدة لتفويت الفرصة على مخطط تهجير الفلسطينين حتى لو تطلب الأمر التهديد المباشر بإلغاء معاهدة السلام.

ويبقى السؤال الذى يفرض نفسه أين إيران الكفيل المباشر لحماس، وأين وكيلها فى المنطقة حزب الله ولماذا لم تفتح الجبهة الشمالية لإسرائيل بصواريخ حزب الله لتخفيف الضغط على جبهة غزة.

والأخطر من هذا الصمت العربى على ما يحدث، وأين دول العالم الحر.

نحن نعيش فى أجواء من اللخبطة والتآمر ليس على فلسطين وحسب، وإنما على مصر التى تضررت وحدها من تلك الحرب والعدوان ولاتزال وحدها تدافع عن القضية الفلسطينية، وتقف أمام تصفيتها بسيناريو التهجير.

حفظ الله مصر من كل شر.. وحفظ الله فلسطين

[email protected]