رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تأملات

بعيدًا عن الخلافات داخل إسرائيل حول نتائج الحرب على غزة، فإن سلوك رئيس الوزراء الإسرائيلى نتنياهو الذى يدير هذه الحرب يذكرنى بالعربة الطائشة التى تواصل طريقها ولا تبالى بالعقبات. الرجل يصر على تحقيق نصر شخصى يتمثل فى الحفاظ على منصبه وتوفير ظروف مناسبة لخروج مشرف من الحكم حال الإطاحة به بعد انتهاء الحرب، ولذلك يسعى لتوفير الأجواء التى توحى بذلك النصر، وآخر تلك الخطوات العمليات العسكرية على رفح والاستيلاء على الجانب الفلسطينى من المعبر هناك أمس الأول الثلاثاء.

هى مغامرة بكل المعانى ليس على المستوى العسكرى فقط، حيث قد يواجه الجيش الإسرائيلى بخسائر كبيرة حال اتساع العمليات، وإنما على مستويات أخرى عديدة أبرزها التضحية بالثمار التى كانت تنتظر إسرائيل بعد الحرب.

يدرك نتنياهو بحكم أنه يعرف قواعد اللعبة جيدًا أن لا شىء سوف يقف أمام مصلحة بلاده طالما ترعاها الولايات المتحدة التى تبدو مستعدة للتضحية بكل شىء من أجل ضمان استقرار إسرائيل وأمنها، بما فى ذلك الديمقراطية الأمريكية. فمما لا شك فيه أن عدم وقف الحرب واستمرار الاعتداء على المدنيين والذى يهدد بكارثة انسانية سيزيد من حالة الاحتقان والغضب فى الجامعات الأمريكية المشتعلة أصلًا على وقع الحرب على غزة، ورغم ذلك فإسرائيل لا تبالى وتترك الأمر لبايدن، والذى يقوم بالمهمة كما ينبغى، وهو ما يبدو فى تصريحه الفج والذى راح خلاله يؤكد أنه لا يوجد مكان لمن يعادى السامية فى الجامعات الأمريكية.

لم يعر بايدن اهتمامًا لقيمة الحرية التى تميز بلاده ولا أهمية التعبير عن الرأى فى أوساط الشباب والطلبة، وراح يعتبر تجاوب الطلاب مع حسهم الإنسانى والأخلاقى ورفض الحرب على غزة عداء للسامية! ربما يفسر ذلك الغطرسة والصلف الإسرائيليون اللذان يجعلان تل أبيب لا ترى من دول العالم أمامها سوى الولايات المتحدة التى تضعها فى القلب وتدفع عنها كل ما يمكن أن يمسها. وعلى هذا الفهم لا يجب على المرء أن يستغرب إصرار مسئولين أمريكيين على ترهيب المحكمة الجنائية بعدم إصدار أوامر باعتقال نتنياهو أو أى من المسئولين الإسرائيليين بتهم ارتكاب جرائم حرب فى تلك الإبادة الجارية لسكان غزة.

من المؤكد أن قوات الاحتلال الإسرائيلى ستحكم سيطرتها على معبر رفح، ومن المؤكد أنها ستفرض قبضتها الأمنية على السكان فى غزة ولكن بمعايير الصراع الحقيقية فإن بقاء الشعب الفلسطينى فى أرضه سيظل أكبر هزيمة لإسرائيل، وسيظل احتلال تلك الأراضى بما فيها كل الأراضى التى احتلت بعد 67 شوكة فى خاصرة السلام الدولى.. بما يعنى أن العالم لن يهنأ بنوم هادئ سوى بحل مشكلة فلسطين.

[email protected]