رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كان الشاه محمد رضا بهلوى، شاه إيران فكر فى إنشاء مفاعلات نووية للنهوض ببلده، وبعد مباحثات طويلة مع أمريكا وفرنسا وألمانيا، عمل اتفاقيات معهم لإنشاء ٢٠ مفاعلا نوويا، وكان الاتفاق معهم أنهم سيعملون له البنية التحتية فقط، ولكنه فكر وخطط لبرنامج نووى سرى وموسع. ولما أمريكا عرفت بهذا البرنامج السرى، خططوا لعمل انقلاب ضده.

فى عام ١٩٧٣.. أرسل الرئيس الأمريكى جيرالد فورد وزير خارجيته هنرى كيسنجر، إلى إيران لإقناع شاه إيران محمد رضا بهلوى، بدخول حرب مع العراق ليتسنى لأمريكا تدمير العراق، والسيطرة على نفطه، ولا سيما كان الرئيس العراقى أحمد حسن البكر يدرس عملية تأميم نفط العراق. رفض شاه إيران دخول الحرب واعتبرها مكيدة أمريكية لإضعافه وإزاحته، فرفض الطلب الأمريكى، وأبرم معاهدة صلح مع العراق سنة ١٩٧٥ سميت معاهدة الجزائر حول مياه الخليج العربى، وتوقف عن مساعدة أكراد العراق للتمرد على السلطة العراقية.

فى عام ١٩٧٦.. تبدأ الولايات المتحدة فى وضع خطة سريعة لتنحية الشاه الإيرانى، بزعيم أكثر طاعة، وبدأت تخطط لإحضار آية الله الخمينى من فرنسا وتمكينه من تولى السلطة، وحركت الشارع الإيرانى طائفيا ولوجستيا ضد الشاه، حتى بات يغلى من نظام الشاه وثار فى الشوارع، بعد أن مهدت للخمينى إعلاميا، بعد الاتفاق معه فى فرنسا على المخطط الجديد.

فى عام ١٩٧٨.. الشعب الإيرانى ينتفض بثورة عارمة، مطالباً بإسقاط نظام الشاه، رافعين صور الخمينى التى طبعت فى فرنسا خصيصاً لدعم ثورة الشعب الإيرانى، وشاه إيران يستجير بالرئيس الأمريكى جيمى كارتر، ويأتيه الجواب من الأمريكان، اترك إيران وسافر، وسنؤمن لك طائرة وخذ معك عائلتك وأموالك ومقتنياتك، وغير ذلك الولايات المتحدة الأمريكية غير مسئولة عن سلامتك وسلامة أسرتك. يغادر الشاه حسب المشورة الأمريكية الى مصر، وتهبط طائرة الخمينى فى طهران بسلام، لتبدأ مرحلة جديدة من التحالف الأمريكى - الإيرانى، وإعداد إيران لدخول الحرب مع العراق التى رفض الشاه دخولها.

 فى عام ١٩٨٠.. إيران تعلن الحرب على العراق، ببرنامج أمريكى مزدوج، يؤدى الى تدمير قوة الجيش العراقى، وتدمير ترسانة شاه إيران العسكرية التى خلفها بعده، وتستمر حرب الاستنزاف للطرفين ٨ سنوات، بعد أن قضت على معظم قوة العراق وإيران، دون نتائج أو مكتسبات تذكر، ذهب ضحيتها أكثر من مليون قتيل، واكتشفت أمريكا ان صدام حسين أقوى من أن يخلعه الخمينى، وانتهت المعركة عام ١٩٨٧ بخروج صدام أقوى.

فى عام ١٩٨٨.. الولايات المتحدة الأمريكية تضع سيناريو لخلع صدام، بعملية يقوم بها الجيش الأمريكى، كى يتسنى لها بعد خلعه من تدمير العراق.

فى عام ١٩٩٠.. ينفذ أول فصول سيناريو ازاحة صدام حسين، العقبة الأقوى أمام احتلال العراق. تبدأ عملية توريط صدام حسين فى حرب غزو الكويت، كى تثير بعدها ضجة عالمية ضد صدام حسين، واتهامه بالاعتداء على الشرعية فى الكويت، وتجاوز قرارات مجلس الأمن. وقد تحزب حوالى ٤٠ دولة ضد صدام حسين، بتحالف سمى بأكبر تحالف فى القرن العشرين، وتبدأ بقصف كل المنشآت العسكرية لنظام صدام حسين وقواته المدرعة ومعامل التصنيع العسكرى. وما لبث ان أعاد صدام ترميم المنظومة الدفاعية، وأعاد معامل الكهرباء ومصافى البترول. وقد سارعت أمريكا الى فرض عقوبات وحصار اقتصادى قاس وأنهكته بالحصار عشر سنوات. وبعد ان تأكدت أمريكا من أن صدام حسين ومنظومته الدفاعية أصبحت شبه منهارة، تهيأت للبدء بعملية مباشرة من الجيش الأمريكى للتخلص من صدام حسين. 

فى عام ٢٠٠٣.. يدخل الجيش الأمريكى العراق، ويحتل بغداد، ويلقى القبض على صدام حسين، ويتم إعدامه مع مجلس قيادة نظامه بمحكمة صورية، ويحل الجيش العراقى ويهدم بنية البلاد التحتية، ويستدعى المعارضين لنظام صدام حسين، الموالين لإيران بل العاملين مع ايران والذين حاربوا العراقيين مع الإيرانيين فى الحرب العراقية - الإيرانية، وسلمتهم السلطة ليدمروا العراق تدميرا كاملا، وينهبوا أمواله وثرواته، كى يتسنى لأمريكا استباحة نفط العراق وثرواته المعدنية.

فى ٤ مايو ٢٠١٧.. اتفق الرئيس الأمريكى السابق باراك أوباما مع إيران، على فك أموالهم المجمدة، والاتفاق على البرنامج النووى ورفع الحرس الثورى من قائمة الإرهاب، ودعم الإرهاب فى الشرق الأوسط، وتمكين إيران من التدخل فى الخليج، حيث التواجد العسكرى الأمريكى الكبير، مقابل ١٥٠ مليون دولار أخذها لنفسه، وقد أكد الرئيس الأمريكى الأسبق دونالد ترامب هذا الكلام من خلال تصريح له وفضح باراك أوباما وطالب بمحاكمته.

فى ٣ يناير ٢٠٢٠.. تم اغتيال «قاسم سليماني» قائد «فيلق القدس» التابع للحرس الثورى الإيرانى، والذى يعتبر قتله من جانب الأمريكيين خدمة لمصالح لإسرائيل، مما أثار الغضب الإيرانى. وحذرت إيران إسرائيل من ضربة عسكرية انتقامية، تثأر بها لموت سليمانى، وقد هاجم الإيرانيون «قاعدة عين الأسد الأمريكية» بالعراق، بأكثر من ثمانية عشر صاروخا انفجرت كلها فى الهواء قبل أن تصل هدفها. وقد اتضح أن الضربة الإيرانية للقاعدة الأمريكية فى العراق، كانت بالتنسيق مع الأمريكان أنفسهم، بحسب ما أكده الرئيس الأسبق دونالد ترامب، الذى قال «لقد أخبرنا الإيرانيون بأنهم يرغبون فى ضربنا، لتهدئة ثورة الرأى العام الإيرانى بعدد من الصواريخ وأنا تفهمت ذلك، فبعد قتل سليمانى لابد من فعل شىء يحفظ به المسئولون الإيرانيون ماء الوجه، وعندما بدأت العملية العسكرية الإيرانية ضدنا، كنت أنا الوحيد المطمئن لأننى أعرف النتيجة مسبقاً».

لا زالت أمريكا تضحك على الشعوب العربية، وتحاول إقناعها أن إيران عدوة لأمريكا، وطلبت من الإيرانيين ممارسة السب والشتم على أمريكا وإسرائيل، ونعتهما بالشيطان الأكبر والشيطان الأصغر، ومقاومة إسرائيل لتحرير فلسطين، كى ينخدع المواطن العربى ويقتنع بالعداوة الإيرانية لأمريكا وإسرائيل، فى حين الحقيقة أن أمريكا وإيران حليفان لبعضهما البعض.

محافظ المنوفية الأسبق