رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

السؤال في البداية : هل أنت ذكرٌ أم رجُل ؟
هذا السؤال الساذج مقدمة أكثر سذاجة لنتيجة غارقة في السطحية، وتلك النتيجة هي: أن كل رجل ذكر، ولكن ليس كل ذكر رجل . 
هذه النتيجة التي قسمت الذكور لفريقين اثنين، على حسب الرجولة وماتحمله من معاني النبل والشجاعة والإلتزام والوفاء، ففريقٌ : رجال حقاً، وفريقٌ : مجرد ذكور يفتقرون لصفات الرجولة، والبعض إستعان بالقرآن الكريم لقوله تعالى    (للذكرِ مِثل حَظ الأُنثيين) أو (الرجال قوامون عن النِساء)، فعندما تحدث الله عن الميراث فإنه سمى الوارث ذكراً ولم يسمه رجلا . 
وبعيداً عن المقدمة ونتيجتها، فإن هذا التقسيم كان أول مسمار دُقَّ في نعش الذكور، فمن خلاله تم تقسيمهم إلى فريقين، الأول: رجال فعلاً، وليس هم المقصودون بأي ردود أفعال تقوم بها المرأة، بل هم موضع تقدير المرأة وإحترامها، والثاني: ذكور فقط، وهؤلاء هم المستهدفون من كل الحملات النسائية ضدهم، وإن كانت هذه الحرب تدور فقط في أذهان بعض الرجال، ويرجع ذلك لأمور عديدة منها، سرعة وتيرة التغيرات الاجتماعية وكثرتها في هذا العصر الذي أعاد للمرأة كثيراً من حقوقها، وأشركها فعلياً في بناء الوطن الذي أعطى للمرأة مساحات واسعة لم تكن متاحة لها في السابق، ومنحها قدرات لم تكن تملكها في جوانب حياتية كثيرة، بل جعلها قادرة على إدارة حياتها الخاصة بإستقلالية أكبر، وتصل لمناصب أعلى من الرجل، لدرجة أنها أصبحت تترأسه في عمله، وطرحت السينما المصرية هذه الفكرة في الستينيات من القرن الماضي في فيلم "مرارتي مدير عام" . 
ومما زاد من تفاقم ذلك الشعور عند الكثيرين، تلك الحروب الإفتراضية التي يقودها البعض في وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة، فكما المرأة هي درع المجتمع وحصنه الحصين، كذلك الرجل درع حماية للمرأة، ولايعني ذلك ضعفها ولا أنها بحاجة لتلك الحماية لقصور فيها، ولكنها هكذا الحياة  نحن دروع نحمي ونقوي - بالحب – بعضنا .
والآن عزيزي الرجل سأقول أمراً :
أنتم يا معشر الرجال أو بعضكم على الأقل، من أكبر أسباب تلهف كثير من النساء وهرعهن لأي تغيير يقلل مساحة وجودكم في حياتهن، وذلك لأن بعضكم أساء إستغلال المركز الجيد للرجل في حياة المرأة، فكان حقاً عائقاً ومانعاً ومُستغلاً تارة بُحسن نية، وتارة بسوء نية، وأحياناً بحجة حمايتها حتى من نفسها في بعض الأحيان، بل إن البعض تجرأ على دين الله وقام بتفصيله على مقاس عقليته الذكورية، وحولَ مايراه هو من فِكرُه الضيق المحدود إلى أحكام دينية حاصرت المرأة وضيقت عليها الخناق، وجعل رفضها لذلك ليس رفضاً لعقليته هو، بل حولها لمواجهة مباشرة مع الله عز وجل، فهي إن رفضت فهي ترفض حكم الله وليس حكمه وعقليته هو!! وهل هذا يعقل؟ّ!!   
كل ذلك الضغط جعل انفجار المرأة الشديد أثناء تحركها لحصولها على حقوقها، وكأنه حرب موجهة ضد الرجل وليس لاستعادة بعض حقوقها، ولكن مما يطمئن أن هذه التغيرات ستأخذ مسارها، ثم ستُعيد تركيب المجتمع بشكل عام ليُصبح أكثر توازن، وبذلك يقل الصراع ويختفي في بعض الأحيان . 
في النهايه كوني كاتبة هذا المقال سأقول بارتياح :
إنني مؤمنة كل الإيمان أن الله لو شاء لخلق كل الخلق ذكوراً، ولو شاء لخلق كل الخلق إناثاً، ولكنه بحكمته وترتيبه خلق النوعين، وجعل لكل نوع مهمة سامية، راقية، حساسة، لا يستطيع القيام بها على أكمل وجه مهما بلغ علمه وقوته وقدرته، وأنه سبحانه من أجل ذلك منح كل نوع صفات وخصائص ومميزات وقدرات تُعينه على أداء مهمته بنجاح، ولكن هذا لايمنع تعاون النوعين في نفس المجال لأداء نفس المهمة دون حروب .