رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ندى

يعد آخر شهداء القوات المسلحة، الذين كان لهم دور كبير فى حرب 73، بعد أن  شارك فى أهم وأصعب فترات حرب أكتوبر عندما منع برفقة زملائه العدو بقيادة «شارون» من احتلال مدينة الاسماعيلية.
الشهيد البطل مبارك عبد المتجلى مواليد 1946 من أبناء محافظة الإسكندرية، وبعد حصوله على الثانوية العامة التحق على الفور بالكلية الحربية، ومنها انضم إلى وحدات المشاة، ومنها إلى مدرسة الصاعقة التى أصبح فيها معلما، والتحق بالمجموعة «139» قتال التابعة للصاعقة، وكان لاعبا فى فريق كرة السلة فى أوائل السبعينيات قبل الحرب.
مثل زملائه من الضباط والجنود، كان «عبدالمتجلي» ينتظر بفارغ الصبر قرار العبور ورد الكرامة واسترداد الأرض، وهو ما حدث بالفعل وقررت القيادة السياسية شن ضربات ضد العدو الإسرائيلي، وفى صباح يوم السادس من أكتوبر 1973 صدرت الأوامر إلى بعض عناصر الصاعقة بعبور قناة السويس للقيام بعملية جزئية خلف خطوط القوات الاسرائيلية.
شارك البطل «عبدالمتجلي» ومجموعته فى هذه العملية، التى بدأت قبل القرار الرسمى للعبور، وكان الهدف منها شل حركة امداد العدو الإسرائيلى من الداخل، وهو ما حدث بالفعل وتم تنفيذ المهمة بنجاح وكبدوا القوات الإسرائيلية خسائر فادحة، ولكن شهية الأبطال كانت ما زالت مفتوحة لتلقين العدو درسا لن ينساه.
أوامر جديدة للشهيد، صدرت من القيادة العسكرية، والتى أثلجت صدور القائد الشهيد ومجموعته، وذلك عقب عبور قواتنا للضفة الشرقية من قناة السويس، وبدء الحرب فعليا على الجبهات، وكانت الأوامر تتمثل فى التحرك والعبور إلى منطقة العمليات فى جنوب سيناء لتعطيل احتياطيات القوات الإسرائيلية ومنعها من الاستنجاد بالقوات المتمركزة فى شمال سيناء.
كان الشهيد ومجموعته عند حسن ظن رؤسائهم، حيث نفذوا المطلوب منهم بكل براعة وحرفية، وعملوا على فتح جبهة جديدة تشغل القوات الإسرائيلية المتمركزة فى الجنوب عن المعركة الرئيسية، وعملوا على إزعاجهم واستطاعوا زرع الألغام ونصب الكمائن ونسف خطوط مواصلات العدو، وتمكن البطل ومجموعته من السيطرة على جميع المناطق والطرق.
ومن أبرز القصص عن المعارك التى خاضها الشهيد، كانت نجاحه فى إبادة قوة كاملة من الطيارين الإسرائيليين، حيث علم بتقدم قوة تضم سيارات تحمل مجموعة من العسكريين تتقدمهم عربة جيب، وأغلبهم يرتدون زى الطيارين على الطريق المؤدى إلى شمال الجباسات، فى طريقهم إلى مطار العريش.
أصدر الشهيد البطل أوامره إلى جنوده بعدم التعامل مع السيارات إلا بعد دخولها منطقة الكمين حتى يكون القصف عنيفا، وبعد دخول السيارات منطقة الكمين تعامل الأبطال مع السيارات فدمرت تماما وقتل كل من فيها، وايضا كلف الشهيد بالتوجه إلى منطقة الجناين لحماية الاسماعيلية من الهجوم المضاد.
وفى التاسع عشر من أكتوبر 1973 تمركز البطل مع إحدى كتائب القوات الخاصة فى منطقة أبو عطوة، و فجأة تحرك العدو بقوة تقدر بثلاث دبابات و مثلها من العربات نصف المجنزرة والمحملة بالأفراد إلى جانب المشاة المترجلين، فانقض عليهم الأبطال وتم تدمير جميع معدات العدو وفر من تبقى منهم فطردهم البطل واستطاع ان يقتلهم جميعا.
كان الشهيد مبارك عبدالمتجلى واحدا من الأبطال الذين كبدوا العدو خسائر فادحة، ولم يكن التخلص منه بالأمر السهل إلا غدرا كما هو معروف عن العدو الصهيوني، وصدرت أوامر وطلب منهم البقاء واحتلال منطقة محطة تنقية المياه، لمنع العدو اذا حاول الالتفاف على القوات ولم يتردد فرد فى الاستجابة للطلب بدافع روح الانتماء والفداء.
وبعد توزيع القوات جلس الشهيد يناقش بعض الأمور مع زملائه، واذا بطلقة لعينة غادرة تخترق صدره، وتلامس المصحف الصغير فى جيبه لينال الشهادة فى هذا المكان، وحمل الرجال على أكتافهم جثمان الشهيد وتم اخلاؤه من المنطقة، ولكن فى النهاية تحطمت آمال إيريل شارون فى إسقاط مدينة الاسماعيلية وتطويق الجيش الثانى بفضل كفاح الأبطال ودماء الشهداء.
حفظ الله مصر وأهلها
[email protected]