رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

إيران وإسرائيل صراع بين دولة إسلامية كبيرة تملك روابط دينية وتاريخية مع العرب، وكيان اسمه إسرائيل، إلا أن ما يظهر للعيان نتيجة هذا الصراع، يشير إلى علامات استفهام لا تعد ولا تحصى حول طبيعة الخلاف بين إيران وإسرائيل ومداه الذى قد يصل إليه، وهل هو صراع حقيقى أو مصطنع؟، وهل تستطيع إيران مواجهة إسرائيل إذا ما اقتضت الضرورة لذلك؟، وهل هى قادرة على نصرة أهل غزة؟، أم أن ما يدور تحت السطح لا علاقة له بما يجرى فوق السطح؟. والملاحظ أن الصراع بين إيران وإسرائيل، كلما ارتفع سقف توقعات المواجهة بين الجانبين، إذا به ينتهى إلى اللا شىء، حيث التهديدات المتبادلة وعمليات الاغتيالات للخبراء والعلماء والقيادات العسكرية، للإبقاء على مستوى الخلاف بينهما، عند مستوى الاحتواء المتبادل.

منذ أكثر من ثلاثين عامًا، إسرائيل تهدد إيران، لكنها تقوم بضرب العرب هل تعلم لماذا؟

الأسباب ذكرتها صحيفة «يدعوت أحرونوت» الإسرائيلية، كالتالي:

«أكثر من ٣٠ مليار دولار حجم الاستثمارات الإسرائيلية داخل الأراضى الإيرانية رغم الإعلان الرسمى عن عداوات متبادلة، وإن ٢٠٠ شركة إسرائيلية على الأقل تقيم علاقات تجارية مع إيران وأغلبها شركات نفطية تستثمر فى مجال الطاقة داخل إيران. تجاوز عدد يهود إيران فى إسرائيل ٢٠٠ ألف يهودي، يتلقون تعليماتهم من مرجعهم فى إيران الحاخام الأكبر يديديا شوفط، المقرب من حكام إيران خاصة جعفري، وهؤلاء لهم نفوذ واسع فى التجارة والأعمال والمقاولات العامة والسياسة، ونفوذ أكبر فى قيادة جيش اليهود. كنائس اليهود فى طهران وحدها تجاوزت ٢٠٠ معبد يهودي، بينما أهل السنة فى طهران عددهم ٢٥ مليون، لا يسمح لهم بالصلاة فى مساجدهم، وليس لهم مسجد فى العاصمة طهران والمدن الكبيرة. حلقة الوصل بين إيران وحاخامات اليهود، داخل إسرائيل وأمريكا هو حاخام إيران ويدعى حاخام أوريل داويدى سال. من بين يهود كندا وبريطانيا وفرنسا، يوجد ١٧ ألف يهودى إيراني، يملكون شركات نفطية كبرى، وشركات الأسهم، ومنهم أعضاء فى مجلس العموم «اللوردات». تستفيد إيران من يهودها فى أمريكا، عبر اللوبى اليهودى بالضغط على الإدارة الأمريكية لمنع ضرب إيران، مقابل تعاون مشترك تقدمه إيران لشركات يهودية. من اليهود الأمريكيين فى الولايات المتحدة ١٢ ألف يهودى من إيران، ويشكلون رأس الحربة فى اللوبى اليهودي، ومنهم عدد كبير من أعضاء الكونجرس ومجلس الشيوخ. توجد ليهود إيران إذاعات تبث من داخل إسرائيل، ومنها إذاعة «راديس» التى تعتبر إذاعة إيرانية متكاملة، كما توجد لديهم إذاعات على نفقة دولة ايران. فى إيران ما يقرب من ٣٠ ألف يهودي، وتعتبر إيران أكبر دولة تضم تجمعات كبيرة لليهود خارج دولة إسرائيل، ولم يقطعوا تواصلهم بأقاربهم فى إسرائيل. كبار حاخامات اليهود فى إسرائيل، هم إيرانيون من أصفهان، ولهم نفوذ واسع داخل المؤسسات الدينية والعسكرية، ويرتبطون بإيران عبر حاخام معبد أصفهان. وزيرالدفاع الإسرائيلى «شاؤول موفاز»، إيرانى من يهود أصفهان، وهو من أشد المعارضين داخل الجيش الإسرائيلى لتوجيه ضربات جوية لمفاعلات إيران النووية. الرئيس الإسرائيلى «موشيه كاتساف»، إيرانى من يهود أصفهان، وتربطه علاقات ودية وحميمية مع نجاد والخامنئى وقادة الحرس الثورى لكونه من يهود إيران. يحج يهود العالم إلى إيران، لأن فيها جثمان «بنيامين» شقيق نبى الله يوسف عليه السلام، وفاق حب اليهود الإسرائيليين لإيران أكثر من حبهم لمدينة القدس. اليهود يقدسون إيران أكثر من فلسطين، لأنها دولة «شوشندخت» الزوجة اليهودية الوفية للملك «يزدجرد» الأول، ولها مقام مقدس يحج إليها اليهود من كل العالم. إيران بالنسبة لليهود هى أرض كورش مخلصهم، وفيها ضريح «استرومردخاي» المقدس، وفيها توفى النبى «دانيال»، ودفن النبى «حبقوق»، وكلهم أنبياء مقدسون عند اليهود.

لماذا إسرائيل لا تقتل حسن نصرالله، وطائراتها تحوم فوق بيته فى ضاحية بيروت، بينما فى فلسطين تقتل قادة المقاومة حتى لو كانوا داخل المساجد؟

كيف استطاعت إيران أن تخادع العرب بعداوتها لإسرائيل، وشركات إسرائيل لها الأفضلية فى الاستثمارات داخل إيران، عبر أكثر من ٢٠٠ شركة إسرائيلية.

وأخيرًا هل تعلم أن ثلثى الجيش الإسرائيلى هم من يهود إيران، وأكبر المستوطنات يقبع فيها يهود إيران، وإيران تعتبرهم مواطنين مهاجرين.

الذى يتابع المسرحيات الهزلية التى تتم بين إيران وإسرائيل يجد، أن بعد مهاجمة إسرائيل القنصلية الإيرانية فى دمشق، وقتل سبعة ضباط وعلى رأسهم العميد محمد رضا زاهدي، أحد أهم قيادات الحرس الثورى الإيراني، هددت إيران وتوعدت إسرائيل بالثأر والانتقام، وقبل توجيه ضربتها الانتقامية باثنتين وسبعين ساعة، أبلغت الولايات المتحدة بموعد الضربة، والأسلحة المستخدمة فى الهجوم، وهو ما يعنى أبلغت إسرائيل، فعملت إسرائيل حسابها واستعدت للضربة، وعندما بدأت الهجمة، أطلقت إيران ٣٢٠ صاروخاً باليستيًا وكروز وطائرات بدون طيار، فى أكبر عملية عسكرية مباشرة تقوم بها إيران ضد إسرائيل، استمرت العملية ٥ ساعات، لكن حصيلة هذا العدد الكبير من الصواريخ والطائرات سقوط ٩٩% منها قبل الوصول إلى أهدافها. وتعاود إسرائيل الهجوم على أصفهان الإيرانية بطائرات صغيرة مسيرة دون أن تلحق بإيران أى خسائر تذكر.

ولذلك هل العلاقة الحقيقية بين إيران وإسرائيل هى سلام بين البلدين، ويتحاربان فى العلن ليتقاسما النفوذ على بلدان الشرق الأوسط؟، ويدفع ثمنه العرب؟

محافظ المنوفية الأسبق